الغنى الفقير

583671.jpg

الغنى الفقير

القراءات الكتابية : (رؤيا 3 : 14 – 22)
” وأكتب إلى ملاك كنيسة اللادوكيين . هذا يقوله الأمين الشاهد الأمين الصادق بداءة خليقة الله . أنا عارف أعمالك أنك لست بارداً ولا حاراً . ليتك كنت بارداً أو حاراً . هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمع أن أتقيأك من فمى
لأنك تقول إنى أنا غنى وقد أستغنيت
ولا حاجة لى إلى شىء ولست تعلم أنك
أنت الشقى والبئس وفقير وأعمى وعريان .
أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفى بالنار لكى تستغنى وثياباً بيضاً لكى تلبس فلا يظهر خزى عريتك وكحل عينيك بكحل لكى تبصر . إنى كل من أحبه أوبخه وأؤدبه فكن غيوراً وتب . هنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى . من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبى فى عرشه . من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ”
** مقدمــــة :
تكشف لنا كلمة الله فى هذا المقطع الكتابى عن ثلاث نوعيات من الناس :
 البارد : هو الإنسان الخاطئ الغارق فى الشر دون إحساس فى تبلد …
 الحار : هو الإنسان المؤمن الملتهب بنار محبة الله السالك بحسب وصاياه …
 الفاتر : هو الذى يغط فى نوم عميق ويظن فى نفسه أنه بار وتلميذ للرب ولا حاجة له بعد وقد يكرز ويبشر الآخرين ، لكن الواقع أنه مسكين ومخدوع وهو شخص مُحير ، فلا هو مسيحى حقيقى يحيا الحياة المسيحية ، ولا هو من أهل العالم يحيا ضمن مملكة الشيطان … هكذا كان حال ملاك كنيسة اللادوكيين .. وحال أيضاً الكثيرين منا …

ولنا فى هذا الموضوع أربع كلمات بنعمة الله :
1) الاكتـفاء والاستغناء
2) إعلان الــــداء
3) تقديــم الـــدواء
4) تلـبية النـــداء

أولاً : الاكتفاء والاستغناء :
بدأ الرب حديثه إلى ملاك هذه الكنيسة بالإعلان عن نفسه أنه : الأمين الشاهد الأمين ليؤكد لملاك الكنيسة أن ما يشهد به عليه فهو الحق دون تحريف أو مبالغة … فأصدر الحكم عليه أنه فاتر
(أى ليس بارد ولا حار) وغالبا ما يكون سبب الفتور هو الإهمال التدريجى للعشرة مع الله ووسائط النعمة ، وخطورة هذا الفتور هو ما أعلنه الرب قائلاً له : أنا مزمع أن أتقيئك من فمى ..
فالإنسان الفاتر لا يستريح فى فم الله ، فالله يبغض الفاترين وكأنهم يسببون له قيئاً … بينما يحب الخطاة الذين يأتون تائبين ويقبلهم …
وأبرز مظاهر الفتور هى الشعور بالغنى وبالتالى الاستغناء . كما شعر ملاك كنيسة لاودكية فقال : ” أنى غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شىء ” ، لذلك كان فى حاجة إلى :

ثانياً : إعـلان الداء :
وجه له الرب الحديث قائلاً : اسمع أيها الفاتر الغنى فى نظر نفسك المستغنى عن برى أسمع حقيقة نفسك .. لأنى أنا الطبيب الماهر الذى يستطيع أن يُشخص الداء تشخيصاً دقيقاً .. لذلك فإن كنت تقول أنك غنى وقد أستغنيت فأعلم أنك :
* شقى وبائس : لأنك تشهد لنفسك ، ” فليس من يزكى نفسه هو المزكى ، بل من يزكيه الله ” (2كو 10 : 18) ..
* فقــــير : لأنك بعيد عنى ، ” فعندى الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ ” (أم 8 : 18)
* أعمـــى : لأنك لا تستطيع أن ترى حقيقة نفسك .. بل الظلمة قد أعمت عينيك .
* عريـــان : لأنك لم تستتر ببرى بل بأعمال برك التى هى كخرقة حائض .
بهذا الإعلان القاسى الذى ربما صُعِقَ عند سماعه ، ولكن لم يكن قصد الله أن يصيبه بالفشل والإحباط واليأس وإنما أسعفه بـ:

ثالثاً : تقديم الدواء :
فلا علاج للفتور إلا بالعودة إلى الرب والشراء منه ، وصعوبة هذا العلاج تكمن فى :
 أنه لابد أن يتخلى الإنسان عن ذاته ليقف أمام الله بالانسحاق كمحتاج إليه .
 والصعوبة الثانية إن الشراء بلا فضة وبلا ثمن (إش55 : 1) متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح (رو 3 : 24) لذلك قال له الرب فى محبة غامرة مقدماً له العلاج :
أشير عليك لا أجبرك أن تشترى منى :

1) ذهب مصفى بالنار (أى الإله المتجسد) ذلك الذى أفتقر وهو الغنى لكى نستغنى نحن بفقره (2كو 8 : 9)
2) ثياب بيضاء لكى تلبس فلا يظهر خزى عريتك أى قبول الكفارة ( الغطاء ) الساتر لكل الخطايا والعيوب وهو كفارة ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً (1يو2: 2)
3) كحل عينك بكحل لكى تبصر : تحتاج إلى استنارة وحكمة من الروح القدس ، مستنيرة عيون أذهانكم… (أف 1 : 18)

ثم ختم الرب حديثه مع ملاك كنيسة اللادوكين عن إعلان الداء وتقديم الدواء بهذه العبارة المشجعة قائلاً :
 إنى من أحبه أوبخه وأؤدبه فكن غيوراً وتب [ وأنا لست بعيداً عنك ] بل ” هنذا واقف على الباب وأقرع أن سمع أحد صوتى وفتح أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى ” (رؤ 3 : 19 ، 20)

نعم لنسمع صوته يقول ” افتحى لى يا أختى يا حبيبتى يا حمامتى يا كاملتى (نش 5 : 2)
كما قدم له تشجيعاً آخر قائلاً : من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى .
ما أعظم امتيازات التأبين !!! هذا ما شجع ملاك تلك الكنيسة على :

رابعاً : تلبية النداء :
يذكر لنا تاريخ الكنيسة أن ملاك كنيسة اللادوكيين هو القديس الشهيد مقاريوس الذى أمتدحه القديس يوسليوس ، لأنه إذ كشف الله عيوبه وقدم له وسيلة العلاج وكيفية الحصول على الغنى الحقيقى بدلاً من الاكتفاء والاستغناء ، تحول من إنسان فاتر إلى مؤمن حار بالروح إلتهب قلبه بمحبة الله حتى قدم حياته للاستشهاد من أجل محبته للملك المسيح ، وهو الآن يجلس مع المسيح فى عرشه .. بركة صلاته تكون معنا آمين .

** خاتمـــة :
ترى هل تشعرين انك غنية مستغنية وليس لك الغنى الحقيقى؟ تعالى إلى المصلوب وأغتنى وأكتسى ببره وأستنيرى بروحه حتى يكون لك الغنى الحقيقى ..

آية الحفظ
” فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح إنه من أجلكم إفتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره … ”
(كورنثوس الثانية 8 : 9)
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

كنيسة يسوع؟؟؟!!!

كنيسة يسوع !! ? جاء للكنيسة شخص بهيئة فقيرة بدا انه متشرد .. تجول حولها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+