إِلهُ الأمانة
«إِلهُ أَمَانةٍ لا جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وعَادِلٌ هوَ»
إني لا أعرف كلمة تبعث استقرارًا في النفس مثل القول العظيم «أَمِينٌ هوَ اللهُ». فأمانة الله هي صِدقه غير المتغير، ووفاؤه الدائم لمواعيده. ولأن الله ”أمين“ فنحن ”آمنون“، فلنا فيه ملجأ أمين لا يقربه عدو، ولا تدنو منه ضربة أو دينونة.
(1) أمانة الله هي أساس دعوتنا إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا «أَمينٌ هوَ اللهُ الذي به دُعِيتُم إِلَى شَركةِ ابنهِ يَسُوعَ المسيحِ ربِّنَا» ( 1كو 1: 9 ). فلقد دُعينا – نحن المؤمنين – لنأخذ مركز البنين ونُشارك المسيح مجده العتيد. والذي دعانا لا بد أن يوصلنا إلى رجاء الدعوة «أَمينٌ هوَ الذي يَدعُوكُم الذِي سيَفعَلُ أَيضًا» ( 1تس 5: 24 ). ولسوف تظهر أمانة الله بصورة جليَّة حين يظهر جميع المؤمنين مع ربنا يسوع المسيح في المجد دون أن يُفقَد منهم أحد.
(2) أمانة الله هي أساس اليقين الراسخ بأن الله سَيُثَبِتُ المؤمن إلى النهاية، وسيحفظه من الشـرير «أَمينٌ هوَ الرَّبُّ الذِي سَيُثبِّتكُم ويَحفَظُكُم منَ الشِّـريرِ» ( 2تس 3: 3 ).
(3) أمانة الله هي أساس اليقين الراسخ بأن الله سيحفظ المؤمن في التجربة «لَم تُصِبكُم تجربةٌ إِلَّا بشَـريَّةٌ. ولكنَّ الله أَمينٌ، الذي لا يدَعُكُم تُجَرَّبُون فوقَ ما تستطيعُونَ، بل سيَجعَلُ معَ التجرِبةِ أَيضًا المَنفَذ، لتستطِيعُوا أَن تحتمِلُوا» ( 1كو 10: 13 )، فالرب «يَعرِفُ جبلَتنَا» ( مز 103: 14 )، ولا يمكن أن يُحمِّلنا فوق طاقتنا، وإذا دعَت الضـرورة فهو يُجزل لنا النعمة ( 2كو 12: 7 -10)، و«يُعطِي المُعييَ قُدرَةً، ولعَديمِ القُوَّة يُكَثِّرُ شِدَّةً» ( إش 40: 29 ).
(4) وأمانة الله تتجلَّى أيضًا في علاقة الله كالخالق بالإنسان، والتي يجعلها الرسول بطرس أساس التعزية في وقت الاضطهاد والآلام. فالذين يتألمون كمسيحيين بحسب مشيئة الله، عاملين الخير، لهم أن «يَستودِعُوا أَنفُسَهُم، كما لخَالِقٍ أَمينٍ» ( 1بط 4: 15 -19).
(5) ورجاؤنا للحياة الأبدية يستند إلى حقيقة أن الله المُنزه عن الكذب قد وعد بها قبل الأزمنة الأزلية «بُولُس، عَبدُ الله، ورسولُ يسوعَ المسيح … على رجَاءِ الحياةِ الأَبديَّة، التي وعدَ بهَا اللهُ المُنَّزهُ عنِ الكَذِبِ، ..» ( تي 1: 1 ، 2). إننا نتطلَّع إلى الحياة الأبدية في شكلها النهائي عندما نحصل على أجسادنا المُمجَّدة، ونتحرَّر إلى الأبد من الخطية، والحزن، والألم، والموت ( في 3: 20 ، 21؛ تيطس3: 7). وهذا الرجاء مؤكَّد ويقيني، لأن الله هو الذي وعد به، ولا شيء يقيني كالكلمة التي فاه بها الله المُنزه عن الكذب.