إذاعة صوت الأمل الدولية الدولية international Voice Of Hope Radio
ابن جسراً ولا تبني حائطاً
هذه قصة أخوين عاشا مدة طويلة بالاتفاق والمحبة ، كانا يعيشان في مزرعتيهما في الريف ، يعملان معاً ويسود حياتهما التفاهم والانسجام الكلي .
فجأة وفي يوم من الأيام نشبت مشاجرة بينهما ، وكانت هذه المشكلة الأولى التي نشأت بينهما بعد أربعين عاماً عملا فيها معاً في فلاحة الأرض ، مشاطرين الألات والأجهزة ، متقاسمين المحاصيل والخيرات . نشأ الخلاف من سوء تفاهم بسيط ، وازداد حتى نشب شجار، تفوها به بكلمات مرة واهانات ، أعقبتها أسابيع صمت مطبق ، فأقاما في جهتين مختلفتين .
ذات صباح ، قرع قارع باب الأخ الأكبر ، واذا به أمام رجل غريب وقال له : اني أبحث عن عمل لبضعة أيام ( قال هذا الغريب ) ، قد تحتاج الى بعض الترميمات الطفيفة في المزرعة وقد أكون لك مفيداً في هذا العمل – ( نعم ) ، قال له الأخ الأكبر ، ( لي عمل أطلبه منك ) ، أنظر الى شاطيء النهر المقابل حيث يعيش جاري ، أعني أخي الصغير . حتى الأسبوع الماضي كان هناك مرج رائع ، لكنه حول مجرى النهر ليفصل بيننا ، لقد قصد ذلك لاثارة غضبي ، غير أني سأدبر له ما يناسبه ، أترى تلك الحجارة المكدسة هناك قرب مخزن القمح ؟ أسألك أن تبني جداراً علوه متران كي لا أعود أراه أبداً ، أجاب الغريب : يبدو لي أنني فهمت الوضع .
ساعد الأخ الأكبر العامل في جمع كل ما يلزم ومضى الى المدينة لبضعة أيام لينهي أعماله ، وعندما عاد الى المزرعة ، وجد أن العامل كان قد أتم عمله ، فدهش كل الدهشة مما رأه ، فبدلاً من أن يبني حائطاً فاصلاً علوه متران ، بنى جسراً رائعاً ، وفي تلك اللحظة ركض الأخ الأصغر من بيته نحو الأخ الأكبر مندهشاً وقائلاً : انك حقاً رائع ، تبني جسراً بعد كل ما فعلته بك ؟ اني لأفتخر بك جداً ، وعانقه . وبينما هما يتصالحان كان الغريب يجمع أغراضه ويهم بالرحيل .
انتظر قالا له ، مازال عندنا عمل كثير لك ، فأجاب : كنت أحب أن أبقى لولا كثرة الجسور التي تنتظرني لأبنيها .
فلنكن نساءً ورجالاً من بنائي الجسور بين الناس وبين الاخوة ، فلنكن بنائي مصالحات ، لا نبني جدراناً تفصل ، بل جسوراً تجمع وتصالح ، فلنعمل لنجمع المتخاصمين فيتصالحوا ، ليبارك لكم الله على كل جسر تبنونه
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب و الايمو
٠٠٩٦٤٧٥٠٢٧٢٠٨٧٣
