الجائعون إلى الحب
الجائعون الى الحب اذكر هذه الآية في بداية هذه الرسالة: “الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك” (تثنية 6: 4-5).
في قلب كل إنسان رغبة عارمة تدفعه بأن يُحبّ وأن يُحَبّ. فالجوع إلى الحب في القلب الإنساني هو جوع وضعه الله في قلب الإنسان.
وقد ذكر C. S. Lewis الفيلسوف المسيحي في كتابة The Four LOVES أن هناك أربعة أنواع من الحب:
الحب الطاهر
الحب الشهواني
حب الأصدقاء
حب الطبيعة والحيوان
ومما يدعو إلى الأسف والحزن أن عالمنا المعاصر كاد يخلو من الحب الطاهر، وأصبح الحب فيه بدافع الشهوة، وصار الجنس معبوداً يسجد في هيكله الملايين.
لكن الجوع إلى الحب الطاهر، وإشباع هذا الجوع هو طريق السعادة الحقيقة.
وهنا أذكر قصة الصغير “جوني” الذي أخذه والداه إلى مستشفى الأطفال في مدينة “أبيوود” بأنجلترا، إذ أُصيب بمرض يحتاج إلى علاج طويل… ثم مضى شهر ولم يزر الوالدان ولدهما… ثم شهران، ثم ثلاثة… كان الصغير يتطلع كل لحظة إلى الباب متوقعاً أن يرى والديه، ولكنهما لم يعودا لرؤيته… اتصلت إدارة المستشفى بالعنوان الذي تركه الوالدان، فلم تجد لهما أثراً… ومضت أعوام والصغير المسكين يرى الأمهات والآباء يزورون من معه في الغرفة من الصغار ويحملون لهم الهدايا، وهو وحده في سريره لا يزوره أحد ولا يفكّر فيه أحد.
كان الصغير جائعاً إلى الحب… فبدأ يكذب على رفقائه الصغار لينفي عن نفسه عار الوحدة والنسيان… وراح يقول لهم: “لقد زارتني أمي في الليل أمس أثناء نومكم وأمطرتني بالقبلات، وأبي أيضاً جاء معها… وأدركت كبيرة الممرّضات في المستشفى أن جوع الطفل إلى الحب هو الذي اضطرّه إلى الكذب… فنشرت قصته وصورته في الصحف.. وفي اليوم التالي كان الكثيرون يقفون أمام باب المستشفى وهم يحملون الهدايا للصغير “جوني”.. وبكت سيدة أمام الباب لما منعوها من الدخول، فقد ركبت ثلاث قطارات وقطعت مسافة كبيرة لتزور هذا الصغير الجائع إلى الحب.. فسمحوا لها بالدخول، وأخذ “جوني” الهدايا التي أحضرها من زاروه، وراح يوزّعها على رفقائه، وأحسّ بالدفء يسري في كيانه بعد البرودة، وبالحب الذي غمره به الكثيرون يحوّله إلى إنسان سعيد. كان “جوني” جائعاً إلى الحبّ!
صديقى العزيز
هل اختبرت محبة المسيح فى حياتك هو وحدة الذى يستطيع ان يملى فراغ قلبك بحبة التى ظهر على الصليب
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873