الخدمة الروحية التي بحسب قلب الله
يمكن تلخيصها في خمسة كلمات تمثل خمسة معاني هامة:
1. الخدمة امتياز
” الحياة التي تصرف في خدمة الله هي أفضل من ألف حياة تصرف لأجل أغراض الحياة الزائلة “
هناك من يكرس حياته ويضحي بالآخرين لأجل نفسه فقط ولأجل أغراضه وأطماعه. لكن هناك من يضحي بنفسه من أجل هدف أعظم من حياته نفسها وهو خدمة الله في الآخرين، يجب على الخادم أن يشعر بالفخر والفرح كل مرة وهو ذاهب ليخدم.
2. الخدمة تحمل المسئولية
توجد علاقة طردية بين روعة الامتياز وخطورة المسئولية، فمن الجيد أن يكون لدي مزيج من الفرح أني أخدم الرب وبين الاحساس غير العادي بالمسئولية.
” الخادم هو الأنبوبة الذهبية والتي من خلالها يتدفق زيت النعمة ويجب أن تكون هذه الأنبوبة خالية من الشقوق حتى يجري الزيت بأكثر قدر ممكن وبدون أن يضيع عبثاَ”
فلابد أن نكون علي قدر المسئولية كما نتعلم من مثل الوزنات.
“الخادم الروحي هو إنجيل مُتجسد، هو كنيسة متحركة، هو صورة الله أمام تلاميذه، هو نموذج للمُثل العُليا، وقدوة للعمل الصالح، ووسيلة إيضاح لُكل الفضائل” البابا شنودة الثالث.
3. الخدمة مركزها المسيح
تُعَبر في كل جوانبها عن شخص مستمتع بالحياة مع المسيح كل يوم، يعيش مِن خلال طاعته اليومية للرب يسوع. “لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ” (في1: 21)
فيجب أن يهتم الخادم دائمًا بما يريده الرب منه ويعرف ذلك من خلال العلاقة الشخصية المستمرة ليعرف كيف يمكنه أن يمجد المسيح ويكرمه ويعبر عن محبته له سواء فى العلاقة الفردية أو العلاقات مع الناس.
أوصانا الرب “مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا“ (مت 10: 37 – 39).
الخدمة هي أن نُشبع قلب الله أولاً.
4. الخدمة تمجد المسيح
يقول الرسول بطرس “إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.” (1 بط 4: 11).
الخدمة هي عمل وتصرف وسلوك يتمجد به الله بالمسيح.
إن محتوى الخدمة يجب أن يكون مُركزاً على شخص الرب يسوع المسيح وعلى عمله الكافي الكامل على الصليب. إن الاحتياج الحقيقي للنفس البشرية هو المسيح والمسيح وحده فيه كل الكفاية لسداد الأعواز المتنوعة لأي إنسان تحت أي ظروف.
لقد لخص الرسول بولس حياته وخدمته في ثلاثة عبارات رائعة في رسالة غلاطية:
1. أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ (غلا2: 20).
2. لأبشر به بين الأمم (غلا1: 16).
3. يمجدوت الله فيَّ (غلا1: 24).
وعندما تحدث عن خدمته في كورنثوس قال: “وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ، لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا“(1 كو 2: 1 – 2).
5. الخدمة تقدم المسيح للآخرين
الخدمة هي الكرازة بالمسيح لكل الناس، “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا”(1 تي 1: 15)، ” أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ” (لو 19: 10).
ترك يسوع الكنيسة في العالم كي تشهد عنه للآخرين فنجد التلاميذ والرسل وكافة رجال الله الأتقياء عبر كل العصور والأجيال عاشوا وخدموا في ظروف صعبة جدًا لأن الهدف كان واضح لهم.
لا يجب أن تخلو الخدمة من الكرازة بإسم المسيح، يجب على الخادم أن يقدم المسيح لكل من يخدمهم ربًا ومخلصًا وإلهًا قديرًا قادر أن يخلص ويحرر.
شواهد كتابية يمكن الرجوع اليها للدراسة:
(مت 10: 37 – 39) – (غلا 2: 20) -(غلا 1: 16) –
(غلا 1: 24) – (1 كو 2: 1 – 2).
القس / مجدى خلة.