الصوم بحسب فكر الله

eat-bible.jpg

الصوم بحسب فكر الله
إشعياء 6:58-14 “أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَاناً أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعاً وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هَئَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالإِصْبِعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ فَيُسَمُّونَكَ مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ مُرْجِعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى. إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّماً وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ”.

مقدمة: رجال ونساء الله العظام صاموا وصلّوا. مثل النبي موسى والملك داود والنّبي إيليا والملكة أستير والنّبي دانيال وحنّة أم صموئيل وبولس الرسول. والأهم والأعظم هو أن ربنا يسوع المسيح في أيام تجسده صام مثل بقية الناس، واستمر في صيامه 40 يوماً وليلة. أجل شعب الله في القديم وفي أيامنا يصومون. وبالنسبة لعدد كبير من المؤمنين، يعتبر الصوم جزءاً أساسياً ورئيسياً من عبادتهم وعلاقتهم مع الله.

والواقع، أننا في حياتنا هذه الأيام نجد نه من السهل جداً أن نفقد تركيزنا على الله وعلى مطالب الله، ونلتهي وننشغل في أمور الحياة اليومية الكثيرة. لذلك فإننا كمسيحيين نحتاج من وقت لآخر أن نصوم وأن نُشعل في داخلنا الإشتياق الحقيقي لإطاعة الله وعمل مشيئته. فمن خلال الصوم والصلاة تصبح علاقتنا مع الله ومع الناس في وضع روحي أفضل جداً.

عندما نصلي ونصوم، يجب أن يكون تفكيرنا إيجابياً، أي يجب أن نؤمن ونصدّق بقوة بأن الله يسمع ويستجيب ويبارك على صومنا وصلاتنا. أما إذا فكرنا سلبياً بأن الله لا يهتم بنا أو بصلواتنا، فهذا تفكير انهزامي يقود إلى حياة الفشل. أجل: نحن المسئولون أمام الله أن نصلي ونصوم ونتوقع بإيمانً أن يستجيب الله لصلواتنا. فحياتنا وعلاقتنا وتوقعاتنا من الله لها أكبر الأثر في استجابة صلواتنا.

في أيام نبي الله إشعياء، تذمر شعب الله القديم بأن صلواتهم وصيامهم كانت بلا قوة وبلا تأثير. وتذمروا على الله وكأنه هو المسئول عن ضعفهم. لقد كانوا سلبيين في تفكيرهم. ولسان حالهم يقول: “لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟…” (إشعياء 3:58). في جواب الله لهم، نجد أنه رأى صومهم، ولكنه رأى أكثر من هذا بكثير. لقد رأى استهتارهم وخطاياهم وشرورهم وعدم توبتهم.

ما هو الصوم؟ إذا بحثنا في الكتاب المقدس، سنجد أن الصوم هو الإمتناع عن الطعام من أجل أهداف روحية محددة. فالصوم ليس إضراباً عن الطعام، وليس طريقة لنقص الوزن. الصوم ليس للضغط على الله لكي يساعدنا، والصوم لن يساعدك لتفعل ما تريد، فهذا إضراب عن الطعام وليس صوماً لله. يجب أن نصوم بحسب تعاليم كلمة الله ولأسباب مقدسة بالكامل، فالصوم هو عمل وممارسة روحية من أجل مساعدتنا في حياتنا الروحية.

يشتمل الصوم في الأساس على الامتناع الكلي عن الطعام ولا يعني الإمتناع عن الماء. في لوقا 2:4 نقرأ عن صيام الرب يسوع لمدة 40 يوم حيث يقول الكتاب: “وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً”. كذلك في متى 2:4 “جَاعَ أَخِيراً”. نلاحظ هنا عدم ذكر شرب الماء، كذلك لا يقول الإنجيل أنه عطش. كذلك نجد شكلاً آخر للصوم كما في حالة دانيال الذي صام جزئياً كما نقرأ في دانيال 3:10 “لَمْ آكُلْ طَعَاماً شَهِيّاً وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ…”. وفي سفر أستير نقرع عن امتناع كامل عن الطعام وعن الماء كما نقرأ في سفر أستير 16:4 “وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. وَأَنَا أَيْضاً وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذَلِكَ”. هذه حالات خاصة، ولكن النمط السائد في الكتاب المقدس هو الإمتناع عن الطعام الصلب لمدة محددة من الوقت من أجل هدف روحي معروف ومقدّس.

الصوم هو الحفاظ على الشهوات الطبيعية، مثل شهوة الطعام والشراب والعشرة، في علاقة صحيحة مع كياننا الروحي. في كورنثوس الأولى 27:9 “… أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ…”. ومزمور 13:35 “… أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي”.

الصوم هو وقت لكي نصلي (دانيال 3:9، إرمياء 12:14) ونتواضع (تثنية 18:9، نحميا 1:9) ونقرأ الكتاب المقدس (إرمياء 6:36).

جيد أن نصوم من وقت إلى آخر وبحسب ما يقودنا الروح القدس ويوجهنا في طريقة الصوم، ولكن هناك نوع آخر من الصوم والذي له قوة هائلة. يمكننا أن نسميه “الصوم كأسلوب حياة”.

ليس كل صوم يرضي الرب: في سفر زكريا 5:7-6 يسأل الرب كل الشعب والكهنة إذا كانوا يصومون من أجل الرب أو أن صومهم هو من أجل غاية أخرى في أنفسهم؟ الصوم في أشعياء 1:58-5 قطعاً لم يرض الرب حتى اليوم الذي صاموه أمام الرب. الناس كانوا يستغلون عُمّالهم، يتخاصمون ويضربون أحدهم الآخر. وكونهم مرائين كانوا يحاولون ابتزاز الله بالتذمر ونسيان وصاياه، لهؤلاء قال الله: “لا تتوقعوا أن يسمع صوتكم في الأعالي”.

قال إشعياء بوحي من الله في 6:58-12 “هذا هو الصوم الذي أنا أختاره”. وبالتالي فهو يوصي بهذا النوع من الصوم لنا. هذا الصوم لا يعطي أهمية تذكر للأكل والشرب والإنقطاع عنهما ولكن يعطي أهمية كبيرة جداً لأن ينكر الإنسان نفسه وأن يعيش بكليته لله. والتكريس الكامل لله لا يكون ليوم واحد بل لكل الأيام وعلى الدوام، أي طالما نحن أحياء.

الله يطلب منا أن ننكر أنفسنا ونكسر قيود الظلم. وشد أواصر اللحمة مع الآخرين. وسد احتياجات المقهورين. وكسر كل نير عبودية. وتأمين مساكن للمشردين والفقراء لحمايتهم. وعندما تشاهد عرياناً أعطه لباساً. وساعد الذين هم من دمك ولحمك. وأبعد نير الظلم. ولا تتهم الآخرين أو تتكلم عنهم بالسوء. هذا النوع من الصوم يغير العالم ولكن يجلب معه متطلبات روحية وجسدية ونفسية هائلة.

هدف الصوم: أجل لماذا يجب علينا أن نصوم؟ وهل نحن بحاجة حقاً لكي نصوم؟ في متى 16:6-18 يفترض يسوع أن من يتبعه سوف يصوم من وقت لآخر. فالرب يسوع يقول “فمتى صمت” وليس “أذا أحببت أن تصوم” فالصوم هو طريقة حياة يعيشها الإنسان كجانب أو مظهر لحياة التقوى، ويجب أن يتعلمها الإنسان منذ حداثته في الإيمان.

من المهم جداً عند الصوم، أن يفحص الناس دوافعهم ونواياهم الخفية، فهل الصوم لكي نحقق مكاسب من الله؟ أو لنحقق مكاسب اجتماعية أمام الناس بأننا متدينين وأتقياء. هل القيام بطقوس دينية يعني رضا الله علينا؟ إن ذلك يعتبر إساءة لشخص الله القدوس لا إرضاءً له. أجل، الصوم هو واحد من طرق التعبير عن محبتنا وطاعتنا لله، وإن لم يكن كذلك فلا داعي له.

أذا أراد الإنسان أن يتغير حقاً، فيجب أن يبدأ أولاً بقلبٍ تائب وبطلب الغفران، فلا يمكن للإنسان أن يبدأ بالصوم وهو يحمل في قلبه خطية أو جملة من الخطايا مثل الكراهية أو اشتهاء أمور رديّة.

1. نصوم إذا كان لدينا رغبة قلبية صادقة في علاقة أعمق وأقوى مع الله زكريا 5:7-6 “اِسْأَلْ جَمِيعِ شَعْبِ الأَرْضِ وَالْكَهَنَةِ: لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ وَالشَّهْرِ السَّابِعِ وَذَلِكَ هَذِهِ السَّبْعِينَ سَنَةً فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْماً لِي أَنَا؟ وَلَمَّا أَكَلْتُمْ وَلَمَّا شَرِبْتُمْ أَفَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمُ الآكِلِينَ وَأَنْتُمُ الشَّارِبِينَ؟”. الصوم هو لله وللتركيز في شخص الله. الله هو مركز الصوم.

2. نصوم لأننا نريد أن نبتعد عن مشاغل وملذات العالم لفترة من الوقت حتى نركز أكثر على الله، وكأن لسان حالنا يقول لله: يا رب لا يهمّني الطعام هذا اليوم أو هذا الأسبوع، ما يهمّني هو أن أسير معك وأعرفك أكثر وأحفظ كلماتك بقراءة كتابك.

3. نصوم لأننا نريد أن نكون أقرب إلى الله، لأننا نريد أن نرى وجهه، وأن نختبر حضوره بقوة في حياتنا.

4. نصوم لأن الله يفرح بنا، فالصوم هو طاعة لله، وتشبّهاً بالرّب يسوع المسيح، وخضوع لمشيئة الله، ومقاومة لشهوات الجسد. فالصوم يدرب حواسنا ويساعدنا على ضبطها، فيصبح الإنسان بذلك سيد نفسه لا عبداً لشهوات الجسد.

5. الصوم يساعدنا لنتذكر من هو الّذي يحافظ على حياتنا: الله أم الطعام. نقرأ في كولوسي 17:1 “فيه يقوم الكل”.

6. نصوم أيضاً من أجل التخلي عن روتين الحياة اليومية وتكريس وقت للرب.

متى يجب أن نصوم؟ هنالك العديد من المواقف في الكتاب المقدس ترينا إما أشخاصاً صاموا بمفردهم أو أشخاصاً صاموا معاً بشكل جماعي:
1. عقب سماع أخبار سيئة. نحميا 4:1، صموئيل الثانية 12:1
2. عندما تكون عائلة أو أحد الأصدقاء أو الأشخاص مرضى. صموئيل الثاني 16:12، ومزمور 13:35 (مرض ابن داود من بثشبع ثم موته)
3. في أوقات الحزن على موت الأشخاص الأعزاء. صموئيل الأولى 13:31، وصموئيل الثانية 35:3 (موت الملك شاول واولاده)
4. في وقت الخطر. أستير 16:4، دانيال 18:6، وأعمال الرسل 33:27-34
5. في وقت الكوارث التي تهدد الأمة. قضاة 26:20، وأخبار الأيام الثاني 3:20، ويوئيل 14:1؛ 12:2-15
6. في وقت القضاء المرعب. إرمياء 9:36، ويونان 5:3-10
7. قبل السفر في رحلة. عزرا 21:8-23
8. في وقت الإعتراف العام بالخطايا. نحميا 1:9-2، وصموئيل الأولى 6:7
9. في وقت التوبة الشخصية. ملوك الأول 27:21-29، وعزرا 6:10
10. عند التشفع. دانيال 9:3
11. كرد فعل على إعلان من عند الله. دانيال 1:10-3، وأعمال الرسل 9:9
12. عندما يرسم أو يرسل خادم في الكنيسة. أعمال الرسل 3:13، 23:14

نتائج الصوم: يجب أن نؤمن ونتوقع نتائج عندما نصوم بشكل صحيح:
بالعودة إلى إشعياء 58 نجد مبدأً مهماً يتعلق بالصوم: الصوم ضروري وأساسي في حياة المؤمنين، ولكن طريقة الصوم أهم من الصوم نفسه، أي كيفية الصوم وما يرافقه من دوافع وأفكار وأعمال تحدد مدى اتفاق صومنا مع مشيئة الله أم لا: فالطريقة التي نعمل بها الأمور من أجل الله أهم من العمل نفسه. لأن الله يفحص الدوافع هل هي مقدسة أم أنانية وشريرة. لذلك لا ننخدع بالمظاهر.

يمكن للصوم أن يكون اختباراً روحياً عظيماً يرفع النفس البشرية إذا تم بالشكل وبالدافع الصحيح، ويقود بالتالي إلى نتائج صحيحة. وهنا في إشعياء 58 نقرأ تكراراً لتوقعات الله من شعبه أي ما يتوقع منهم عمله، ثم نتيجة لذلك توجد وعود بالبركات الروحية وحتى المادية. لقد وعد الله أن يقوي ويدعم بطريقة معجزية أولئك الذين لديهم الجرأة لينكروا أنفسهم ويعيشوا مكرسين حياتهم لله. أي أنه يوجد لدينا شرط واستجابة للشرط: إذا عملت كذا، أو عندما تعمل كذا، فإنه توجد نتائج: حينئذٍ أو نتيجة لذلك. فإذا صليت وصمت من أجل أهداف مقدسة صحيحة حينئذٍ:
ينفجر مثل الصبح نورك
وتنبت صحتك سريعاً
ويسير برّك أمامك
ومجد الرّب يجمع ساقتك
كذلك في الآية رقم 9 حينئذٍ تدعو فيجيب الرّب
تستغيث فيقول: هئنذا

لاحظوا معي: نورك سيشع كالفجر. وشفاؤك سيظهر سريعاً. والبر سيتقدمك. والرب سيكون حارساً لك. وعندما تطلب سيجيب الرب سؤل قلبك. ونورك سيشرق في الظلمة. وليلك سيبدو مثل الظهيرة. والرب سيرشدك دوماً. وهو سيسدد كل احتياجاتك وهو سيقوي شخصيتك. وستكون حديقة غناء مروية. وستكون ينبوعاً لا ينضب. وشعبك سيبني الخرب القديمة. وستصلح وتجدد المجتمع.

يمكننا وضع نتائج الصوم في النقاط التالية:
1- إطلاق قوة الروح القدس في حياتنا الشخصية: قبل بدء خدمته العلنية، صام الرّب يسوع 40 يوماً في البرية بقيادة الروح القدس. صحيح أنه جاع جسدياً، ولكنه تغذى وتقوى في شركته الحبيّة مع الآب السماوي. وهكذا بالنسبة لنا: يساعدنا الصوم أن نركز أكثر في علاقتنا مع الرّب.
2- إطلاق القوة الروحية في الخدمة: نقرأ في أعمال الرسل 1:13-3 “… وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ. فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا”. نلاحظ هنا الخدمة كانت مرافقة للصوم والصلاة، والنتيجة كانت انطلاقة جديدة في الخدمة، وفرز لخدام الرّب للعمل في حقل الرّب.

3- استماع الرّب للصلاة: في سفر دانيال نقرأ أن استجابة الله لصوم دانيال كانت عندما أرسل ملاكه وأعطى دانيال بصيرة وفهماً. نقرأ في دانيال 3:9 “فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللَّهِ السَّيِّدِ طَالِباً بِـالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ بِـالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ وَالرَّمَادِ”. وفي دانيال 20:9-23 “وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلَهِي وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِـالصَّلاَةِ إِذَا بِـالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الاِبْتِدَاءِ مُطَاراً وَاغِفاً لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: يَا دَانِيآلُ إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لِأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ. فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ وَأَنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا”.

4- الحماية: كان عزرا كاهناً وكاتباً، وعمل على مساعدة شعبه، ومن أجل ذلك صام قبل أن يقوم بأي عمل كما نقرأ في عزرا 21:8-23 “وَنَادَيْتُ هُنَاكَ بِصَوْمٍ… لِنَتَذَلَّلَ أَمَامَ إِلَهِنَا لِنَطْلُبَ مِنْهُ طَرِيقاً مُسْتَقِيمَةً… فَصُمْنَا وَطَلَبْنَا ذَلِكَ مِنْ إِلَهِنَا فَاسْتَجَابَ لَنَا”. وفعلاً وفّر الله الحناية لشعبه. نلاحظ هنا مرة أخرى أن الصلاة وإذلال النفس أمام الله رافقت الصوم.

5- تجنب الكوارث والدمار: نادى نبي الله يوئيل الشعب وحثّهم على الصوم والصلاة والاعتراف بالخطية تجنباً لغضب الله. (يوئيل 12:2-17). كذلك نقرأ في سفر ملوك الأول 20:21-29 عن لقاء الملك الشّرير آخاب مع النبي إيليا الذي وبخ الملك وأخبره بدينونة الله القادمة عليه وعلى زوجته إيزابل، وكيف استجاب آخاب بالصوم. وفعلا استجاب الله لآخاب ولم يجلب الشر في أيامه.

6- الصوم يساعد في أوقات التجربة والصعوبات والمعارك: في سفر يوئيل 12:1-14 دعا نبي الله الشعب إلى التوبة والصوم قبل أن تحل عليهم لعنة الجراد. (يوئيل 12:2-15، يوئيل 18:2-20).

7- الخلاص: عندما سمع الملك يهوشافاط عن الممالك المجاورة التي أعلنت حرباً على مملكته. دعا الشعب إلى الصوم، كما نقرأ في سفر أخبار الأيام الثاني 3:20-9 “فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. وَاجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضاً مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ أَمَامَ الدَّارِ الْجَدِيدَةِ وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلَهَ آبَائِنَا أَمَا أَنْتَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ أَلَسْتَ أَنْتَ إِلَهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هَذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنُوا لَكَ فِيهَا مَقْدِساً لاِسْمِكَ قَائِلِينَ: إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ وَوَقَفْنَا أَمَامَ هَذَا الْبَيْتِ وَأَمَامَكَ (لأَنَّ اسْمَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ) وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ؟”.

8- قوة من أجل تبشير العالم: كما رأينا في أعمال 1:13-3

9- قوة في الحرب الروحية ضد الشيطان عدو النفوس: في متى 21:17 “وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ”.

نحن مدعوين للصلاة والصوم من أجل أنفسنا، لكي ننمو في إيماننا ومحبتنا لله. وكذلك مدعويين للصلاة من أجل كنيستنا حيثما هي. وعلينا أن نصلي ونصوم من أجل حماية الكنيسة في مصر وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسودان وغيرها من بلادنا العزيزة على قلوبنا. نحتاج أن نصوم طالبين من الله أن يضع حد لسفك الدماء وقتل الأبرياء.. فالشيطان فقط المستفيد من موت الناس دون معرفة الخلاص. نعم: لنصلي ونصوم من أجل خلاص النفوس في بلادنا وفي العالم اجمع.
القس / مجدى خلة
فايبروواتس اب و الايمو
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

ولادته يسوع

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+