لماذا لا يستطيع أحد غير المسيح أن يفدينا؟
من المستحيل أن يقوم إنسان مثلنا بفدائنا، فكيف يستطيع مديون أن يسدد دين مديون آخر. عليه أولاً أن يسد دينه قبل التفكير في دفع دين شخص آخر. وكذلك كيف يدفع إنسان خاطيء ثمن خطيئة أخيه الإنسان؟ إنه يحتاج هو أولا أن يدفع ثمن خطيئته.
اسمع ماذا يقول كاتب المزمور: “7لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَبَداً أَنْ يَفْتَدِيَ أَخَاهُ أَوْ يُقَدِّمَ لِلهِ كَفَّارَةً عَنْهُ. 8لأَنَّ فِدْيَةَ النُّفُوسِ بَاهِظَةٌ يَتَعَذَّرُ دَفْعُهَا مَدَى الْحَيَاةِ ” (مز 49: 7 وCool. حتى أن أيوب نفسه يبحث عن إجابات لأشياء مثل هذه فيتساءل: “كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟ 3إِنْ شَاءَ الْمَرْءُ أَنْ يَتَحَاجَّ(يتناقش مع أدلة) مَعَهُ، فَإِنَّهُ يَعْجِزُ عَنِ الإِجَابَةِ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ أَلْفٍ ” (أيوب 9: 3). وقد قال الإنجيل عن جميع البشر: “23لأَنَّ الْجَمِيعَ قَدْ أَخْطَأُوا وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ بُلُوغِ مَا يُمَجِّدُ اللهَ” (روما 23:3). لقد بحث الإنسان عن وسائل كثيرة للفداء وغفران الخطيئة ولكنها كانت غير كافية ومؤقتة.
لكي يكون الفداء كاملاً يجب أن تتوفر في الفادي شروط خاصة، وهي:
-الكمال: لا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكن أن يقال عنه “إنسانٌ كاملٌ” بمعنى لا عيب فيه سواء عقلياً أو جسدياً، أو روحياً، وبما أن الكمال هي صفة خاصة بالله، ارتضى الله أن يتجسد بشخص السيد المسيح ويكون “إنساناً كاملاً”، فيتحقق بذلك شرط “الكمال” بشخص “الفادي” المزمع أن يبذل نفسه عن الناس.
-الطاهر: كما أنه لا يوجد إنسان كامل كذلك لا يوجد إنسان طاهر (في عيني الله)، مكتوب في الكتاب المقدس: “الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله … الجميع فسدوا وزاغوا معاً … ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد …”. وبما أن الفادي يجب أن يكون طاهراً لكي يقبل فداؤه، فالسيد المسيح وحده بتجسده من غير زرع بشري حقق هذا الشرط لأن الخطية لم تدركه. وكان المسيح الإنسان الوحيد الذي عاش على الأرض بلا خطية، فهو القدوس، البار، الزكي، الخالي من العيوب، الذي لم يستطع الشيطان أن يمسه من قريب أو من بعيد
-الشمولية: فداء المسيح الكامل قادر أن يشمل كل إنسان في أي مكان وكل زمان، فعمل الفداء ليس محصوراً في تاريخ معين أو صار من أجل خطايا محددة ولأناس محددين، فالرب يسوع مات من أجل الأثمة جميعهم حتى أن كل إنسان، من أي عرق أو لون، يؤمن به ينال نعمة غفران الخطايا وهبة الحياة الأبدية. قال يوحنا المعمدان حين رأى الرب يسوع مقبلاً إليه: “هَذَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذِي يُزِيلُ خَطِيئَةَ الْعَالَمِ” (يوحنا 1: 29). أما يوحنا البشير فكتب عن فداء السيد المسيح يقول: “فَلَنَا عِنْدَ الآبِ شَفِيعٌ هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.(1 يوحنا 2: 1).
-الشفاعة: يجب أن يكون الفادي قادراً على أن يتوسط بين الله والبش. وكما يخبرنا الكتاب المقدس فلا يوجد إلا شفيع واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح. فمعنى الشفاعة هو أن يتوسط المسيح بين الله والناس ليمنع عقابه عنهم لأنه مات بدلاً منهم. لهذا يقول الكتاب المقدس: “لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، فَلَنَا عِنْدَ الآبِ شَفِيعٌ هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.2فَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا، لاَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا الْعَالَمِ كله” (1 يوحنا 2: 1). فهو الشفيع (أي المحامي) الوحيد الذي لا يستطيع غيره أن يخلص فالكتاب المقدس يقول “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ، إِذْ لَيْسَ تَحْتَ السَّمَاءِ اسْمٌ آخَرُ قَدَّمَهُ اللهُ لِلْبَشَرِ بِهِ يَجِبُ أَنْ نَخْلُصَ!» (أع 4: 12).
صديقي القارىء، السيد المسيح صنع لنا فداءنا ووفّر لنا نعمة الخلاص ونوال الحياة الأبدية مجاناً. فلا تتردد بقبول هبة الله لك…يقول الرب يسوع: “هَا أَنَا وَاقِفٌ خَارِجَ الْبَابِ أَقْرَعُهُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي” (رؤيا 3: 20).
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب و الايمو
٠٠٩٦٤٧٥٠٢٧٢٠٨٧٣