سلسلة الله فى الظروف الصعبة
المجاعات فى الكتاب المقدس
وَكَانَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي السَّامِرَةِ. وَهُمْ حَاصَرُوهَا حَتَّى صَارَ رَأْسُ الْحِمَارِ بِثَمَانِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَرُبْعُ الْقَابِ مِنْ زِبْلِ الْحَمَامِ بِخَمْسٍ مِنَ الْفِضَّةِ.
26 وَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَائِزًا عَلَى السُّورِ صَرَخَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ تَقُولُ: «خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ».
27 فَقَالَ: «لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟»
28 ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ: «إِنَّ هذِهِ الْمَرْأَةُ قَدْ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ، نَأْكُلَ ابْنِي غَدًا.
29 فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا».
2ملوك25:6-29
قلة الطعام” أما بسبب انقطاع المطر وذبول المحصولات، أو منع دخول الطعام إلى مدينة محاصرة. وقد أخبر مرارًا في الكتاب المقدس بجوع في مصر وفلسطين وبلاد العرب سببه في الأولى عدم فيضان النيل، وفي الثانية عدم سقوط المطر وفي الأخيرة إتيان الجراد. وكان من جملة أنواع قصاص الله لأجل الخطايا وكان الأنبياء يتنبأون عنه و
أن جوعًا ألزم ابراهيم أن يترك كنعان ويتغرب في مصر
تكوين 12: 10
كما تغرب اسحق في فلسطين
(تكوين 26: 1)
وفي أيام حكم يوسف حدث جوع شديد في مصر دام سنين وعم البلاد المجاورة (تكوين 41-46).
وحدث جوع في أيام القضاة جعل اليمالك يتغرب في موآب (راعوث 1: 1)
وفي حكم داود (2 صم 21: 1)
وفي أيام إيليا واخاب حدث جوع شديد
(1 مل ص 17 و18)
وفي أيام اليشع حدث جوع أشد في السامرة لسبب الحصار (2 مل 4: 38 و6: 24 و25) فيه أكل الشعب لحم الحمير وزبل الحمام (2 مل 8: 1).
وقد حدث جوع بسبب حصار أورشليم حصار أورشليم على يد نبوخذنصر
(2 مل 25: 1-3 وارميا 52: 4-6
.
وفي حكم كلوديوس عام 41-54 ميلادية حدث الجوع في مدة متعاقبة عم اليهودية واليونان وإيطاليا (أع 11: 28) كما يكتب عن هذا الجوع يوسيفوس وتاسيتوس.
( 1) الأسباب الطبيعية:
لم يكن حدوث المجاعات في العصور الغابرة أمرا نادرا،
وبخاصة في البلاد التي تعتمد على إنتاجها فحسب. وكانت
المجاعات تحدث إما نتيجة النقص في كميات المطر،
أو بسبب عواصف البرد المدمرة
(خر 9: 23 و31 32)،
أو بسبب هجوم جحافل الجراد، أو غيره من الحشرات التي تقضي على الزرع (خر 10: 15، يوئيل 1: 4)
أو بسبب هجوم الأعداء (تث 28: 51)
، وقد يتسبب حصار مدينة في زمن الحرب في حدوث مجاعة بها (2 مل 6: 25).
وكانت الأوبئة تتفشى في أعقاب المجاعة فتعظم البلية.
( 2) المجاعات المذكورة في الكتاب:
حدثت مجاعة في أيام
ابراهيم (تك 12: 10 إلخ)
وفي زمن اسحق (تك 26: 10).
وحدثت مجاعة سبع سنوات عمت بلاد كنعان وأرض مصر في زمن يوسف عقب سني الشبع
(تك 41: 54 و56، 42: 1)،
وفي زمن القضاة (راعوث 1: 1)،
ولمدة ثلاث سنوات في أيام داود الملك
(2 صم 21: 1)،
وحدثت مجاعة في زمن إيليا النبي وأخآب الملك
(1 مل 17: 1، 18: 2)،
وفي زمن أليشع (2 مل 4 : 38)،
وفي حصار السامرة (2 مل 6: 25)،
وكان بعد ذلك أن بنهدد ملك ارام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة.و كان جوع شديد في السامرة وهم حاصروها حتى صار راس الحمار بثمانين من الفضة وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة. و بينما كان ملك إسرائيل جائزا على السور صرخت امرأة إليه تقول خلص يا سيدي الملك.
فقال لا يخلصك الرب من أين أخلصك أمن البيدر أو من المعصرة. ثم قال لها الملك ما لك فقالت أن هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدًا. فسلقنا ابني وأكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبات ابنها. فلما سمع الملك كلام المرأة مزق ثيابه
وكان بعد ذلك = يقال بعد سنة مما سبق وبعد أن نسوا معروف إسرائيل.
راس الحمار = ما لم يؤكل قط أكلوه.
ربع القاب من زبل الحمام = 0,568 لتر وزبل الحمام هو نوع من الحبوب القطاني له هذا الاسم ويأكلونه. ولكن إن كان زبل حمام فعلا فهو يستخدم كوقود.
وسبع سنين الجوع تنبأ عنها أليشع (2 مل 8: 1)،
وفي أيام صدقيا في أورشليم عندما حاصرها نبوخذنصر
ملك بابل (2 مل 25: 3، إرميا 52: 6 مع 14: 1)،
وقد إشار سفر المراثي إلي شدتها (مراثي 5: 10 هنا).
كما يشار إلي حدوث جوع بعد العودة من السبي
( نح 5: 3).
كما حدثت مجاعة في أورشليم عندما حاصرها أنطيوكس أوباتور (1 مك 6: 54).
وبعد موت يهوذا المكابي (1 مك 9: 24)،
وفي زمن كلوديوس قيصر (أ ع 11: 28)
الذي حدثت في عهده عدة مجاعات كانت إحداها في 45 م. وقد اشتد أمرها في فلسطين. وفي حصار تيطس للمدينة حدثت مجاعة رهيبة.
ومن علامات انقضاء الدهر التي ذكرها الرب، حدوث مجاعات وأوبئة (مت 24: 7، مرقس 13: 8).
( 3) علاقة الله بالمجاعات:
كثيرا ما يذكر أن المجاعات حدثت عقابا من الله، وكثيرًا ما حذر الله الشعب من حدوثها عقابا لهم (لا 26: 19 و20، تث 28: 49 51، 2 مل 8: 1، مز 105: 16، إش 14: 30، 51: 19، إرميا 14: 12 و15، 18: 21، حزقيال 5: 16…، عاموس 8: 11).
والرب يحفظ أولاده الأتقياء في زمن الجوع،
” في الجوع يفديك من الموت” (أيوب 5: 20 و22)، ”
لينجي من الموت أنفسهم وليستحييهم في الجوع”
(مز 33: 19).
” وفي أيام الجوع يشبعون” (مز 37: 19). وكل هذا دليل على قدرة الله وعنايته بأولاده.
( 4) المجاعة كمجاز:
يستخدم عاموس كلمة ” الجوع ” للتعبير عن انقطاع اتصال الله بالشعب عقابا لهم، فيقول إن الرب
” سيرسل جوعا في الأرض لا جوعا للخبز… بل لاستماع كلمات الرب”
(عاموس 8: 11،
انظر 1 صم 3: 1، 28: 6،
2 أ خ 15: 3، حز 7: 26، ميخا 3:
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873