خــــــردل الإيمــــان
القراءة الكتابية :
” قدم لهم مثلا آخر قائلاً يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان وزرعها في حقله .. وهى أصغر جميع البذور .. ولكن متى نَمَت فهى أكبر البقول .. وتصير شجرة .. حتى أن طيور السماء تأتى وتتآوى فى أغصانها .. ”
( متى 13 : 31 ، 32 )
فقال لهم يسوع لعدم إيمانكم فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم .”
(متى 17 : 20)
مقدمة :
الخردل هو نبات حباته صغيرة الحجم صلبة للغاية .. ولكنها تنمو بحيث تصير شجرة أكبر من غيرها من الأشجار .. حتى أن طيور السماء تأتى وتتأوى فى أغصانها لتلتقط حباتها ..
إنه خردل الخير الذى يقدم لها البدايات الروحية الصغيرة البسيطة التى قد لا يهتم بها أحد .. لكنها متى زُرِعَت وكُبَرُت فهى تصير منارة عالية تضئ لكل من البيت ..
ولنا فى هذا الخردل ثلاث كلمات بنعمة الله :
1- بدايات صغيرة
2- ضرورات كبيرة
3- بركات وفيرة
أولاً : بدايات صغيرة
اعتاد الرب أن يستخدم أناساً بسطاء أو أشياءاً عادية -كحبة الخردل الصغيرة – فى عمل أعمال عظيمة .. فمثلاً استخدم :
الشئ البسيط من استخدمه كيف استخدمه الشاهد
عصا بسيطة موسى النبى شق البحر خر 4 : 2 – 4
أبواق عادية يشوع سقوط أسوار اريحا يش 6 : 3 – 5
جزة صوف جدعون للتأكد من إرادة الله قض 6 : 36 – 40
أبواق وجرار ومشاعل جدعون لهزيمة المديانيين قض 7 : 19 – 22
فك حمار شمشون لقتل 1000 من الأعداء قض 15 : 15
حجر صغير داود لقتل جليات الجبار 1صم 17 : 40
دهن زيت أليشع لسد أعواز المرأة 2 مل 4 : 1 -7
مياه نهر الأردن إليشع لشفاء برص نعمان 2 مل 5 : 9 – 14
5 خبزات وسمكتين الرب يسوع اشباع 5000 مر 6 : 30 – 44
وهناك الأمثلة العديدة فى كلمة الله التى تؤكد أنه :
“بل اختار الله: 1) جهال العالم ليخزي الحكماء ..
وأختار الله 2) ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء
. وأختار الله 3)
أدنياء العالم
والمزدرى 5)
وغير الموجود ليبطل الموجود ..”
(1كو 1 : 27 ، 28)
هذه هى الفئات التى يبحث الرب عنها ليعمل بها أعماله العظيمة ..
ولكن الواقع أنه لكى يستخدم هذه الأشياء البسيطة ، فهناك :
ثانياً : ضرورات كبيرة
فلكى تتحقق هذه المعجزة فى
حبة الخردل الصغيرة لتصير شجرة عظيمة تتأوى فيها طيور السماء ، فلا بد أن :
1) نُلقى بها فى الأرض وندفنها : يقول الكتاب : ” الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ” (يو 12 : 24)
2) تنمو وتكبر .. ولا تكتفى بواقعها الصغير : ” ولكن متى نَمَت فهى أكبر البقول .. ” (مت 13 : 32)
3) تفتح أحضانها لتتأوى فيها طيورالسماء :
فلا للتمركز حول الذات
.. فما استحق أن يولد من عاش لنفسه قط .. لذا قال المسيح : ” من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها ” (مر 8 : 35)
ثالثاً : بركات وفيرة
ما أمجد هذه البركات التى تكلم عنها الرب بخصوص بركات الإيمان الصغير فى حجمه الصلب فى ثقته فى إلهه .. فهو إيمان ينقل الجبال ..
1- ماقدرتش امسك دموعى لما قريت عن رجل الله ( ايرونسايد ) اللى كان بيشتغل فى معهد للكتاب المقدس ، وكان عليهم ( دين ) لازم يتدفع فى يوم محدد ، ولغاية اليوم ده ماكانوش اتصرفوا ودفعوا ( الدين ) اللى عليهم . كل اللى عملوه انهم اتجمعوا علشان يرفعوا عينيهم بس ويطلبوا الرب انه يتصرف هو من عنده ….. كل الناس صلت انه الرب يبعت ويسدد ( الاحتياج) لكن الاخ ( ايرونسايد) صلى صلاة غريبة ، اتحفرت فى قلوب كل اللى سمعوه …. قاله يارب انت قلت ( المزامير ١٠:٥٠ لأَنَّ لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ. ) . انت تقدر ( تبيع ) جزء من البهائم اللى على الجبال وتسددلنا ( الدين ) …….. وفوجئوا بعد ما خلص صلاة ان الباب بيخبط ، وواحد بيقولهم انه ربنا شغله بمبلغ معين للمعهد … ولما بيعدوا المبلغ فوجئوا انه فعلا
( نفس الاحتياج بالظبط ) ……. قالوله احكيلنا الحكاية ….. قالهم ببساطة
انا ( تاجر مواشى ) والرب قالى روح بيع جزء من المواشى دى وودى المبلغ لمعهد الكتاب المقدس ………. اقول لنفسى ولكل واحد قرأ القصة دى
( يسوع المسيح هو هو امس واليوم والى الابد ) ……..
( كل شىء يتغير يسوع يدوم )
الرب واحد والأبواب كثيرة !.2-
حكم احد الملوك على نجار بالموت
فتسرب الخبر إليه فلم يستطع النوم ليلتها
قالت له زوجته :
ايها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !.
نزلت الكلمات سكينة على قلبه فغفت عيناه
ولم يفق إلا على صوت قرع الجنود على بابه شحب وجهه
ونظر إلى زوجته نظرة يأس وندم
وحسرة على تصديقها
فتح الباب بيدين ترتجفان ومدهما للحارسين لكي يقيدانه
قال له الحارسان في استغراب :
لقد مات الملك ونريدك أن تصنع
تابوتا له
أشرق وجهه ونظر إلى زوجته نظرة اعتذار فابتسمت
وقالت :
أيها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !
فالعبد يرهقه التفكير و الرب يملك التدبير
3- سيده عجوز كانت تحضر بصفه مستمره على احد الكنائس. وفجأة انقطعت عن الذهاب.
فسألت عنها سيده اخرى وذهبت الى بيتها وسألتها عن سبب غيابها عن الذهاب للكنيسه .وبعد الحاح اجابت السيده العجوز
بانها لا تمتلك حذاء للذهاب به للكنيسه، وان الحذاء التي كانت ترتديه سابقاً.
أصبح لا يصلح مطلقا لأنها سبقت وان قامت باصلاحه اكثر من سته مرات .فاخبرها صانع الأحذية بان الحذاء اصبح لا يصلح مطلقاً. فحاولت السيده اقناع العجوز بان تشتري لها حذاء اخر، فرفضت معللة بان الله يعرف جيدا احتياجاتها ..وان فعلت ذلك فهي سوف ترفض ارتداءه.
ذهبت السيده واخبرت راعى الكنيسة عن سبب عدم ذهاب العجوز للكنيسه، على الرغم من الحاح العجوز لها بان لا تخبر احدا…
اسرع راعى الكنيسه الى منزل العجوز الفقيرة وقال لها لقد احضرت لك اليوم هديه وارجو الا ترفضيها.
تأسفت العجوز، وقالت: له يا حضرة القسيس لا تشعرني بالحرج اكثر من ذلك، فالله يعرف احتياجي وانا اثق فيه..
اجاب الراعى : من المؤكد ان الله يعرف احتياجك ولكنه يسمح لخدامه ببركة سد احتياجات الاخرين.
الهديه التي معي هي حذاء كانت اشترته إحدى السيدات من إحدى الدول وعندما عادت إلى بلدها وجدت ان احد الفردتين مقاس 40 والاخر مقاس 39 و قال لها ايضا,, وانا اليوم خجلان بان اقدم لك هذا الحذاء لسبب هذا العيب ولكنني في نفس الوقت رفضت بان اشتري حذاء جديد لعلمي بعزه نفسك,. فخطفت العجوز الحذاء من يد الكاهن وقالت له، هذا هو حذائي الذي وعدني الله بانه سوف يرسله لي.
تعجب الراعى جدآ. فاكملت حديثها وقالت: أنا ومنذ ولادتي ولدت بعيب خلقي جعل مقاس قدمي مختلف فقدم 39 والاخرى 40ياالهى كم انت عجيب!!!!!!*
لحظه من فضلك
ألم يصنع هكذا الرب بنا ومعنا؟!! فى حياتنا الشخصية وفى بيوتنا وفى كنيسته!!!
فعندما نثق به ،فهو يعرف ما نريده…
تذكروا وعد الرب يسوع فى مت ٨:٦.
(لان اباكم السماوى يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه)
لنثق فيه كمؤ منين وأبناء لله أنه صادق وامين
خاتمة :
أخى المبارك .. كم من جبال فى حياتنا تحتاج إلى إيمان قدر حبة خردل من إيمان صلب فى شخص المسيح الذى وعد .. ووعده أثبت من السماء والأرض .. قد تكون جبال الحزن والهموم والمشاكل .. وقد تكون جبال الخطية والضعف والانكسار أمام هجمات العدو .. فهل لنا الإيمان الذى ينقل الجبال فى ثقة فى وعود الرب الصادقة ؟؟ إن لم يكن لديك هذا الإيمان .. تعال معى لنصلى له قائلين : ” أؤمن يا سيد فأعن عدم إيمانى ” (مر 9 : 24)
آية الحفظ
” الق الحق أقول لكم .. لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ..
ولا يكون شئ غير ممكن لديكم .. ”
( مت 17 : 20 )
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873