ثلاثية محبة خطيرة‬

e7ed7813-8430-4471-9eee-8466a2dd2323.jpg

ثلاثية محبة خطيرة‬

١ أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا، لِكَيْ تَجْرِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ وَتَتَمَجَّدَ، كَمَا عِنْدَكُمْ أَيْضًا،
٢ وَلِكَيْ نُنْقَذَ مِنَ النَّاسِ الأَرْدِيَاءِ الأَشْرَارِ. لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ.
٣ أَمِينٌ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُثَبِّتُكُمْ وَيَحْفَظُكُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.
٤ وَنَثِقُ بِالرَّبِّ مِنْ جِهَتِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتَفْعَلُونَ أَيْضًا.

‫ في 2 تيموثاوس 3: 1-5 يرسم الرسول بولس الصفات البارزة لأولئك الذين يُكَوِّنون جماهير المسيحية المُعترفة في الأيام الأخيرة، ويتحدَّث عن أولئك المُعترفين باعتبارهم ”النَّاسَ“ فليس هناك أساس ليدعوهم قديسين أو مؤمنين. ويستعرض أمامنا في هذه الصورة 19 صفة، تتضمن ثلاثية محبة خطيرة: ‬

‫ أولاً: «الناسَ يَكونُونَ مُحِبِّينَ لأَنفُسِهِم»: أننا جميعًا بطبيعتنا نحب أنفسنا، لكن الأنانية البغيضة هي المقصودة هنا. نقول اننا نحبّ الله وكل الناس، لكن أعمال كلٍ منَّا تشهد علينا، وتُظهر أن محبتنا لذواتنا ورغبتنا في إرضائها، مُستفحلة بشتى الوسائل المُتاحة وهو محور تدور حوله الموبقات والشـرور جميعًا. يحاول الانسان إظهار نفسه، ولكي يستمر الشخص متربعًا على عرش الذات، نراه لا يتورَّع عن ازدراء الآخرين، بل قد يدوس غيره غير عابئٍ بأحدٍ .. إلاّ بنفسه!‬

‫ ثانيًا: «مُحِبِّينَ لِلمَالِ»: عبَّر الملك سليمان الغني الحكيم، عن الفرق بين المال كبركة من الله وبين التعلُّق المَرَضي به فقال: «كُلُّ إِنسَانٍ أَعطَاهُ اللهُ غنًى ومَالاً وسَلَّطَهُ علَيه حتى يأكُلَ مِنهُ، ويأخُذَ نصِيبَهُ، ويَفرَحَ بتعَبه، فهَذا هُوَ عَطيَّةُ اللَّه» ( جا 5: 19 )، لكن «مَن يُحِبُّ الفِضَّةَ لا يشبَعُ من الفضَّةِ، ومَن يُحِبُّ الثَّروةَ لا يشبَعُ مِن دَخلٍ» ( جا 5: 10 ). وفي طريق السعي الحثيث اللاهث نحو الغنى هناك نجاساتٍ كثيرة «المُستعجِلُ إِلى الغِنَى لاَ يُبرَأُ» ( أم 28: 20 ). هذا النوع من الإدمان ليس للأغنياء فقط، فقد تكون فقيرًا أو متوسط الحال، لكنك تفكّر دائمًا بلهفة وتحلم بولَع بالمال، بل وتلهج به كل الوقت .. أ ليست هذه هي العبودية بعينها؟ ‬

‫ ثالثًا: «مُحِبِّينَ للَّذَّات دُونَ محبَّةٍ للهِ»: مفارقة مصيرية، فإما محبة الله أو محبة اللّذات. بكلمات أخرى، إن لم تكن محبة الله فوق كلّ محبة، فإنّ محبة اللَّذات ستحتل مركز الصدارة، وتقود الشخص في طريق المُتع الحسيّة التي ستدمّره ومَن حوله «ذهَبَ وراءَهَا لوَقتهِ، كثَورٍ يَذهَبُ إِلَى الذَّبحِ، أَو كالغَبيِّ إلى قَيدِ القِصَاصِ» ( أم 7: 22 ، 23).‬

‫ المُحزن أنه بينما يقول الله: «لَذَّاتِي معَ بَني آدَمَ» ( أم 8: 31 )، فإن بني آدم يبحثون عن اللذّات بعيدًا عنه، ويَسعون وراء اللذّات النجسة، والتمتع الوقتي بالخطية. لكن نشكر الله الذي أظهر لنا عمليًا ماهية المحبة الصحيحة، لنقبلها، ونعيش حسبها، فنحب الله والآخرين.‬

Comments

comments

شاهد أيضاً

كنيسة يسوع؟؟؟!!!

كنيسة يسوع !! ? جاء للكنيسة شخص بهيئة فقيرة بدا انه متشرد .. تجول حولها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+