حلقه خاصه بمناسبه اعياد الكريسماس

397.jpg

فَتَحُوا كُنُوزهُمْ
وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ
فَخَرُّوا
وَسَجَدُوا لَهُ
ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ
وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا
ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا
متى 11:2
المجوس
يرمز المجوس إلى البحث الدائم عن الحقيقة، عبر كلّ رموز الطبيعة التي تقود إلى الله
وهل من حقيقة أكبر من حقيقة المسيح الذي هو ” الطريق والحقّ والحياة” ( يو 14: 6 ) ؟
والمجوس، هم أصحاب المنطق، أصحاب العلم السلطان والجاه
ولم يكن شيء ينقصهم سوى الله الذي أتوا يبحثون عنه؛ ورغم كلّ الغنى المحيط بهم
كانوا يشعرون بأنّهم فقراء. لكنّ الله لا يترك خائفيه، بل يكلّمهم كلاًّ منهم على طريقته:
فخاطب الرعاة بالملائكة،
والمجوس بالنجوم التي كانوا يراقبونها.
وبالرغم من سعة علمهم ومعرفتهم كانوا يفتّشون عن الله. وتركوا بلادهم والجاه الذي كانوا فيه من أجله
وتبعوا النجم ليدلّهم أين هو المسيح. وتحدّوا هيرودس:
” أين المولود ملك اليهود؟ فإنا قد رأينا نجمه في المشرق فوافينا لنسجد له”
متى2:2
وركعوا أمام الحقيقة حيث وجدوها، فهم إذن شهودٌ، حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم.
فرجعوا من طريق أخرى إلى بلادهم ( متى 2: 12 )، وبشّروا بالله.
فهم يرمزون إذن،
إلى الآتين من البعيد من العالم الوثنيّ ليفتّشوا عن النجم الموجود عندنا
إنهم يرمزون إلى المتخلّين عن كلّ شيء من أجل الحصول على الله
وبالرغم من أنّهم كانوا مرتاحين في بيوتهم وبلادهم، فقد انطلقوا في المجهول
في رحلة تعرّضهم لشتّى أنواع التعب والمشاكل
فالبحث عن الربّ يكلّف جهداً وتعباً. لقد فضّلوا عار المسيح على غناهم وبحبوحتهم وجاههم
وركعوا أمام طفل المذود بدافع الإكرام والحبّ، غير مهتمّين للمظهر الذي تجسّد فيه الله.
إذ لم يتجسّد كملك بل كطفل في مذود : إنّهم كانوا يفتّشون عن الجوهر..
وحيث يكون ميلادٌ،
توجد طاعة الله. وحيث تكون طاعة الله
هناك عيونٌ شاخصة نحو السماء.
وحيث هناك عيون شاخصة نحو السماء، هناك أناس يفتّشون عن الحقيقة، وينسون الأرض ليرتفعوا نحو الله.
فارتفعوا إذن،.

المجوس مرتبطون كثيراً بأحداث عيد الميلاد.
فمن منا لم يرى من قبل صوراً للمجوس معتبرين عددهم ثلاثة راكعين مع الرعاة أمام الطفل يسوع في المزود ببيت لحم بعد ولادته؟
وهل هذه التقاليد صحيحة؟
من كان هؤلاء المجوس؟
و هل كانوا ثلاثة بالفعل؟
من أين أتوا ومتى قاموا بزيارة المسيح؟

ماذا يقول عنهم الكتاب المقدس؟

1. من كان المجوس وكم كان عددهم؟

لم يذكر الكتاب المقدس أي شيء عن اسماء المجوس، إذاً فاي شيء تكون قد سمعته عن أسماء المجوس فهو من قبيل التقاليد والقصص.
أما بخصوص عددهم فبالرغم من أن الكتاب المقدس يقول لنا أن المجوس أحضروا معهم ثلاث هدايا: ذهباً ولباناً ومراً (متى 2: 11)،
إلا أنه لم يحدد في أي من مواضعه أن المجوس كانوا ثلاثة.
ما يقوله الكتاب المقدس
هو أنهم كانوا مجموعة، أي يتحدث عنهم بصيغة الجمع (“المجوس”)، مما يعني أنهم بالتأكيد كانوا أكثر من واحد. ولكن كم كان عددهم بالضبط، فلا نستطيع أن نجزم حيث أن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك. ومع هذا، فمن المرجح أنهم كانوا أكثر من اثنين أو ثلاثة إذ أن الأسفار الطويلة مثل تلك التي قاموا بها من أجل الوصول إلى بيت لحم كانت في أغلب الأوقات تتم في قوافل كبيرة وذلك كان يحدث لاسباب أمنية.
وبخصوص هوية المجوس
، فالكلمة اليونانية التي تمت ترجمتها إلى “المجوس” والتي ذكرت في
متى 2: 1
هي أيضاً كلمة ” مجوس”. وهذه الكلمة كانت تستخدم أولاً لوصف طائفة من الكهنة والحكماء الذين كانوا ينتمون إلى مادي، وبلاد فارس وبابل،
والذين كانت دراستهم الأساسية هي علم الفلك والتنجيم والسحر1. وتستخدم السبعينية
(الترجمة اليونانية القديمة للعهد القديم)
هذه الكلمة بهذا المعنى في سفر دانيال (أنظر دانيال 1: 20، 2: 2، 10، 27، 4: 7، 5: 7، 11).
ووصفهم أيضاً بنفس الصفة “الحكماء” (دانيال 2: 12، 18، 24، 27؛ 5: 7، 8).
وعلى سبيل المثال إذاً، عندما تقول لنا دانيال 5: 11 أن دانيال قد جُعِلَ “كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ
[في السبعينية: “ماجوي”: جمع “ماجوس”]”
وهذا يعني أنه قد جُعِل رئيساً لهذه الطائفة من الحكماء المتعلمين. وبعيداً عن هذا المعنى،
فكلمة “ماجوس” تستخدم أيضاً مع معنى السحرة (أعمال 13: 6، 8).
ومع ذلك، فمن الواضح هنا
أن المجوس الذين أتوا لزيارة يسوع كانوا ينتمون إلى النوع الأول الذين هم أعضاء طائفة الحكماء المتعلمين
فالساحر لن يأتي ابداً ليعبد ابن الله

2. هل كان المجوس موجودون ليلة ولادة يسوع؟

دائماً ما نرى في عيد الميلاد صوراً للمجوس والرعاة وهم راكعين أمام الطفل يسوع في المزود.
وبالرغم من التعود على رؤية هذا المنظر، إلا أن هذا لم يكن فعلاً ما حدث. لقد قرأنا في البداية
عن زيارة المجوس في
متى 2: 1
” وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،
إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ”
وفقاً لهذه الآية، فالمجوس لم يدخلوا أورشليم إلا بعد مولد يسوع.
إذاً، فبما أنهم قد أقاموا في أورشليم وقت وقوع الأحداث التي جرت في
متى 2: 2- 9 :
( فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ:”أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟” فَقَالُوا لَهُ:”فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ”. حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ،
يتضح أن المجوس لا يمكن بأي وسيلة أن يكونوا قد أقاموا في بيت لحم ليلة مولد يسوع، كما تعلمنا. والأكثر من ذلك تقول لنا متى 2: 11 :

” وَأَتَوْا [المجوس] إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.”
وكما نرى،
فعندما أتى المجوس إلى بيت لحم، لم يجدوا يسوع في المزود، وإنما وجدوه في بيت، أي في مكان عاش فيه هو ومريم ويوسف حياة سليمة و مستقرة. ومن الواضح أن تلك لم تكن الليلة التي ولد فيها يسوع
(وبَعْدَما وُلِدَ يَسُوع)(ترجمة كتاب الحياة) (متى 2: 1). ومن هذا، يمكن استنتاج أنه بعد ولادة يسوع، استقر يوسف ومريم في بيت ببيت لحم.
واكثر من ذلك، فكما تقول لنا متى 2: 11 أنه عندما أتوا إلى بيت لحم،
لم يكن يسوع بعد رضيع، وإنما كان صبي. وبخصوص عمر الطفل يسوع في أثناء زيارة المجوس له، فتقول لنا متى 2: 16- 18
أن هيرودوس بعدما علم أن المجوس قد خدعوه ولم يرجعوا ليخبروه:
متى 2: 16- 18
” حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. ”
إنه من المهم هنا أن نلاحظ أنه وفقاً لهذه الآية، وضع هيرودوس الحد الاقصى للصبيان أن يكون ابن سنتين فما دون ” بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ ” .
في متى 2: 7، في أثناء مقابلته مع للمجوس، طلب هيرودوس منهم أن يعرف بدقة الوقت الذي ظهر فيه النجم. وبهذا عرف سن يسوع. ومن ثم، فإذا كان يسوع قد ولد عندما “ظهر نجمه في المشرق”، فيمكن أن نستنتج من هذا أنه عندما زاره المجوس كان من الممكن أن يكون قد بلغ العامين من عمره.
ولتلخيص هذا:
1. الكتاب المقدس لا يقول أن المجوس كانوا ثلاثة ولا يذكر أسمائهم.
2. كان المجوس أناساً متعلمون قادمين من المشرق.
3. المجوس لم يزوروا يسوع في ليلة مولده. وفقاً للكتاب المقدس أنه عندما زاروا يسوع، لم يكن رضيعاً في مزود وإنما كان صبياً في بيت ومن المحتمل أن يكون قد بلغ العامين من عمره.
كل سنة و انتم طيبين
و كريسماس سعيد عليكم
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

ولادته يسوع

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+