عابرين فى وادى البكاء

1430415403391.jpg

شــــــجرة البـــــــكا

القراءة الكتابية :
 (2 صم 5 : 22 – 25 ) ”
ثم عاد الفلسطينيون فصعدوا أيضاً وانتشروا في وادي الرفائيين . فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا . وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا حينئذ احـترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلة الفلسطينيين . ففعل داود كذلك كما أمره الرب وضرب الفلسطينيين من جبع إلى مدخل جازر”

 ” طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم.
عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً ..
أيضاً ببركات يغطون مورة . يذهبون من قوة إلى قوة يُرَون قدام الله في صهيون .. ”
(مز 84 : 5 – 7)
مقدمة :
عجيبٌ هو أمر بستان كلمة الله .. فهو كرمٌ متنوع .. فيه أشجار النجاة والفرح والبهجة .. كما أنه به أشجار الحزن والبكاء .. وهنا نلتقى بهذا النوع من الأشجار .. وهو شجر البكا أو شجر البكاء .. وهو نوع من الشجر ربما يقصد به شجر البلسم أو البلسان
[ كلمة بكا = بلسان ] وسمي بالبكا لأنه ينضح بالصموغ مثل قطرات النـدى فتبدو وكأنها تبكى ..

ولنا فى وادى أشجار البكا ثلاث كلمات بنعمة الله :
1- عالمٌ مملوء دمـوع
2- دمعٌ صار ينبوع
3- يومٌ لا يكون رجوع

أولاً : عالمٌ مملوء دموع

وما أكثر المرات التى فيها بدت حياتنا كهذه الأشجار ..
بكاء ودموع .. فمن منا لم تدمع عينه يوماً كما تدمع أشجار البكا ؟؟
سواء أكانت دموع العين أو دموع القلب ؟؟
وما أكثر الشبه بين عالمنا وبين بركة حسدا بأروقتها الخمسة التى قيل عنها :
” في هذه كان مضطجعاً جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء … ” (يو 5 : 3)
ولعلنا مع داود النبى نلتقى بأشجار البكا .. فإذ علم الأعداء أن داود صار ملكاً ، خرجوا ليبحثوا عنه .. مسكين أمر هذا الفتى الأشقر مرنم اسرائيل الحلو .. لقد شرب كأس المرار من شاول حتى صار ملكاً وحتى بعد أن حصل على تاج المُلك ، فإنه يواجه هنا الأعداء .. فلم يجد مفراً يلوذ به إلا الحصن .. وما الحصن إلا شخص المسيح الصخر الكامل صنيعه .. نعم ” اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع ” (أم 18 : 10)

ثانياً : دمع صـــــار ينبوع

ما أعظم إلهنا ..
إنه يحول الصحراء إلى بستان وأشجار البـكا إلى ينـبوع ليروى أولاده ..
إنه يخرج لهم الماء من صخرة صماء ..
ويرسل طعامه لإيليا من فم غراب .. ويطعم الآلاف من القليل من الخبز..
يقول الكتاب : ” عابرين فى وادى البكا يصيرونهم ينبوعاً .. ” (مز 84 : 5)
.. فإذ ضاق الأمر بداود ، لجأ إلى الحصن .. ثم سأل الرب فمنعه أن يصعد إليهم .. بل يدر من ورائهم من عند أشجار البكا .. إذ سيخرج الرب أمامه عند رؤوس أشجار البكا .. لقد عبروا وادى البكا وإذ بالرب يحوله لهم إلى ينبوع ..
إن إلهنا الحنون يستطيع أن يُخرج من الآكل أُكلاً ويجعل من الجافى حلاوة .. انظر معى ماذا يقول الكتاب عن هؤلاء الذين كانوا حزانى فاشلين مطرودين ؟
.. إنه يقول :
1) ” أيضا بركات يغطون مورة ..
” ومورة هى تل أى جبل صغير قريب من وادى البكا .. فبعد أن كانوا فى وادى البكاء وقاع الفشل وسفح الرعب من الأعداء ..
فإذ بهم يرتفعون حتى إلى قمة تلال مورة [ = المطر المبكر ] فيشبعون بالبركات المبكرة التى ترفع ضعفهم ، فتكون النتيجة أنهم :
2) ” يذهبون من قوة إلى قوة يُرون قدام الله فى صهيون ” .. إنهم يجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور (أش 40 : 31) .. لا للضعف .. لن نبقى فى وادى البكا ..

ثالثاً : يوم لا يكون رجوع
كم اشكر الله من كل قلبى ، لأجل وادى البكا …
فكلما زادت على الأرض آلامنا .. وكلما سالت على الخدود دموعنا ، ففى يوم قريب سيتحقق الوعد المبارك :
” وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت ” (رؤ 21 : 4) ..
وفى مثل العذارى الحكيمات ، يقول الكتاب : ” جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب ” (مت 25 : 10) لقد أُغلق الباب على الأحزان .. فلا مكان لشجر البكا فيما بعد .. لذا لنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا .. إن خلاصنا الآن أقرب مما كان ..

خاتمة :
أخى الحبيب يا من تعيش فى وادى البكا باكياً يائساً فاشلاً حزيناً .. إن نعمة الرب تستطيع أن ترفعك من هذا الوادى إلى قمة البركات لتتهلل روحك معه وتنشد قائلاً : ” حولت نوحي إلى رقص لي حللت مسحي ومنطقتني فرحاً (مز 30 : 11)

آية الحفظ
” طوبى لإنسان عزهم بيك .. طرق بيتك فى قلوبهم ..
عابرين فى وادى البكا يصيرونه ينبوعا لهم .. ”
( مزمور 84 : 5 ، 6 )

القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

كيف تتأكد من خلاصك ؟

                        كيف تتأكد من خلاصك  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+