قيمة الإنسان الحقيقية
{ فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يقدم الإنسان فداء عن نفسه؟
فإن ابن الإنسان سوف يعود في مجد أبيه مع ملائكته، فيجازي كل واحد حسب أعماله. }
بشارة متى، الفصل 16
أحبتي الكرام
سيدنا المسيح الحي أخبرنا في إنجيله المبارك إنه ماذا سينتفع الإنسان لو ربح كل العالم وحقق كل امنياته وطموحاته وشهواته وحصل على كل رغباته وأمنياته…. ولكنه في النهاية خسر نفسه.
وكيف يخسر الإنسان نفسه؟
لأن الإنسان أصلاً هو روح يسكن في جسد، وليس جسداً فيه روح.
بمعنى: لأنه روح فالأولوية والاهمية في الحياة تكون للروح والجسد يكون شيء ثانوي ومساعد. فالجسد (كتشبيه) هو مثل البدلة التي يرتديها رائد الفضاء حتى يمشي على سطح القمر لأنه من دون هذه البدلة سوف لن يقدر ان يعيش دقيقة واحدة هناك من دون اوكسجين.
الجسد مهم لكنه ليس خالد إلى الأبد….. الروح تبقى مخلدة إلى الأبد.
لذلك من يؤمن بخلود الروح فعليه أن يعمل لأجل الأبدية وأن يهتم بطريقة حياته في الأرض لأنه يعلم إنها ستؤثر على ابديته. وهذا عكس الشخص الذي لا يؤمن بخلود الروح فلذلك هو يهتم بإرضاء جسده وإشباع رغباته وتحقيق امنياته في الحياة لأنه بلا رجاء من ناحية الأبدية….
{ فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ }
إنه من أصعب الأسئلة التي يحتار الشخص الامين في إجابتها لو فكر فيها بتدقيق وتركيز.
فالإنسان الأمين هو شخص صادق مع نفسه ومع الأخرين …. عكس الأنسان الفاسد والملتوي القلب الذي سيجد لنفسه 1000 تبرير أن يعمل الشر والفساد والخداع مع الأخرين ومن جهة أخرى يقنع نفسه بعمل بعض الطقوس والفرائض الدينية حتى يرضي الله بحسناته وينال الغفران منه في الأبدية ….. وأنا لا أتكلم عن هذا الشخص لأن ضميره قد مات وإنتهى.
لكن كلامي موجه للإنسان صاحب الضمير الحي ….. ماذا سوف تنتفع لو ربحت العالم وحققت كل أمانيك وخسرت نفسك؟
هناك البعض الذي عنده هذه الفكرة الخاطئة إنه من الممكن التمتع بالعالم وربحه ومن جهة أخرى يمكن أن نعيش لله ونرضيه…. يعني مثل المثل القائل: ساعة لقلبك وساعة لربك.
هذا الشيء كان من الممكن قبوله لأنه منطقياً مقبول، لولا إن سيدنا المسيح أخبرنا أيضاً في إنجيله وأوصانا ان لا نحب العالم في رسالة الحواري يوحنا الأولى:
{ لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم. فالذي يحب العالم، لا تكون محبة الآب في قلبه.
لأن كل ما في العالم، من شهوات الجسد وشهوات العين وترف المعيشة، ليس من الآب، بل من العالم. وسوف يزول العالم، وما فيه من شهوات أما الذي يعمل بإرادة الله، فيبقى إلى الأبد! }
فالحياة مقسومة إلى قسمين:
محبة الله ….. أو …. محبة العالم
وسيدنا يسوع المسيح الحي له المجد سبق وأخبرنا إن من يحب العالم لن يقدر ان يستمر في حب الله وطاعته لأن من يحب العالم وأمور العالم فسوف يتمسك به بقوة وسيرفض أن يترك مغرياته وشهواته مهما حاول أن يعيش لله…. فالعالم فيه قوة روحية جبارة تجرف كل شخص يقرر أن يعيش فيه وياما جرف العالم أشخاصاً كثيرين قديسين ولوث حياتهم بالفساد والظلمة والنجاسة.
إنها رسالة بسيطة جدا نقدمها لكم:
فماذا ستنتفع أخي (ضع إسمك) و أختي (ضعي إسمك) لو ربحتم العالم كله وخسرتم نفسكم؟
الإختيار هو لكم
أحبتنا الكرام
إذا أحببتم أن تعرفوا المزيد كلام الله الطاهر والمقدس وكيف تقدرون أن تتعرفوا أكثر على حياة سيدنا المسيح الحي، أكتبوا لنا ونحن سنكون سعداء أن نجيب جميع أسئلتكم..
الرب القدير يكون معكم ويحميكم ويحفظكم ويحميكم.