ما هي أهمية قيامة المسيح؟
قيامة المسيح هي أهم حدث تاريخي في وجود البشرية لأن على هذه القيامة تترتب الكثير من التعاليم والوعود المصيرية لمستقبل البشرية ولمستقبلك شخصياً. في هذا المقال سننظر إلى خمسة أسباب تجعلنا نهتم ونركز على واقعة قيامة المسيح.
١- تأكيد أقوال المسيح عن نفسه.
كل واحد يستطيع أن يدعي وينسب لنفسه ما يريد، ولكن هل هناك دليل على ذلك؟ لقد قال المسيح أنه هو الطريق الوحيد إلى السماء وهو الراعي الصالح وهو المسيا الموعود المنتظر، وغير ذلك من الأقوال التي لا تزيد عن ادعاءات ادعى بها الكثير غيره قبله وبعده. فماذا يميز المسيح عن غيره في هذه الادعاءات؟ وماذا يجعل أقواله حق؟ إن القيامة تُثبت أن أصعب ما قاله المسيح عن نفسه، وهو أنه سيموت وفي اليوم الثالث يقوم قد تم فعلاً، فإن كان بإمكانه القيام بالأصعب ويحقق ما وعد به، نستطيع أن نؤمن بأقواله ووعوده التي قد تبدو أكثر تصديقاً من معقولية قيامته من الأموات.
٢- تأكيد الخلاص والفداء.
لو لم يقم المسيح لما مثل أمام الآب كبديل كامل عنا كفادينا الذي قام بإتمام عمل الخلاص. فالمسيح جاء لكي يخلص العالم ولهذا دعي اسمه يسوع. ولكن موت المسيح الكفاري على الصليب، كان سيكون كأي موت لأي إنسان إن لم يقم المسيح من الموت ويقف أمام الآب كبديل عنا. إن لم يقم المسيح من الأموات ويصعد إلى الآب لما أرسل الروح القدس الذي يسكن الآن في جميع المؤمنين كعربون وختم على أننا مخلصين ومفديين.
٣- تأكيد مكانة المسيح.
لقد احتار التلاميذ في شخصية المسيح وظل منهم رافضاً التصديق إلى أن رؤاه بعد القيامة، فانفتحت اعينهم ليروا من هو فعلاُ. فمكانة المسيح كإبن الله المتجسد ظهرت بوضوح للتلاميذ عندما رأوا المسيح المقام، إذ تقول كلمة الرب “وتعَّيّنّ ابن الله بقوة من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات: يسوع المسيح ربنا”(رومية ١: ٤). إذاً، رأى التلاميذ بعيونهم من هو المسيح وما هي مكانته كإبن الله بسبب القيامة. ونرى مثالاً لهذا في إيمان تلاميذ وهم في طريقهم إلى عمواس، ونرى ذلك أيضاً في ردة فعل توما التلميذ الذي تبع المسيح كأي صحابي لأي نبي ولكنه رفض فكرة انه قد قام من الموت بعد موته، وهذا إن دل، فإنه يدل على عدم تصديقه أن المسيح هو ابن الله ورب البشرية والكون، ولكن عندما ظهر المسيح له بعد القيامة ووضع يده في أماكن الحربة والمسامير، نجده يقول للمسيح: “ربي وإلهي!”(يوحنا ٢٠: ٢٨).
٤- تأكيد رجاء القيامة.
ينام المسيحي ويُدفن على رجاء القيامة من الأموات. فهل هذا مجرد رغبة وأمنية أم هل هناك فعلاً قيامة بعد الموت؟ إن قيامة المسيح من الأموات أكدت عياناً وأثبتت للتلاميذ أن القيامة من الأموات حقيقة يمكن انتظارها بكل رجاء ويقين. فالموت لا ينهي قصة ووجود الإنسان، بل هناك قيامة آتية. ويذكّرنا الكتاب بذلك، “لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع” (١ كورنثوس ١٥: ٢٢). ونشجعك عزيزي القارئ أن تقرأ ١ كورنثوس ١٥ لأهميته لهذا الموضوع.
٥- تأكيد عودة المسيح:
لقد وعد المسيح كنيسته أنه سيعود ويدين الأحياء والأموات ويأخذ عروسه، أي الكنيسة معه لتكون معه حيث هو إلى الأبد. وعودة المسيح هذه كان لا يمكن توقعها وانتظارها عن يقين لو لم يقم المسيح من الأموات، فنراه بعدها يصعد والتلاميذ يشخصون إلى السماء وهو يرتفع وإذ بملاكين يظهران ويقولان لهم: “ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي إرتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء” (أعمال الرسل ١: ١١). ولذلك نجد الكنيسة بصوت واحد تقول: “آمين تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا ٢٢: ٢٠).
نحن ننتظر عودة المسيح فهل تنتظره معنا؟ هو آت لا محالة كما قام بالحقيقة قام. عندما يعود، هل سيقبِّلك كحبيب أم هل سيقول لك أنا لا أعرفك. من أنت؟ لقد أوضح المسيح أن موقفنا منه سيحدد ردة فعله معنا عند عودته. وكما قام المسيح، فهو ينتظرك أن تأتي إليه قبل
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873