مهما قال لكم فافعلوه

m28.jpg

مهما قال لكم فافعلوه .. ”
( يوحنا 2 : 5 )

القراءات الكتابية : ( لوقا 1 : 26 – 38 )
” وفي الشهر السادس أُرسِل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة.. الرب معك مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله. وهوذا أليصــابات نسـيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً. لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضـى من عندها الملاك .. ”

** مقدمة :
وما أروع أمنا العذراء مريم فى علاقتها بهذا المولود ملك .. وما أروع علاقة هذا المولود ملك بأمه الحنون .. يمكن أن نلخصها فى ثلاث جوانب :
1) روعة الاخـــتيار
2) عمق المـــــرار
3) الإبـــــــن البــــــــار

أولاً : روعة الاختيار :
لا لم يكن اختياراً بشرياً .. بل كانت خطة السماء التى رسمها هذا المولود ملك أن يختار العذراء الطاهرة المطوبة لتكون أماً له
ولقد كان سبب هذا الأختيار السماوى أنها كانت :
مثالاً فى القداسة : إذ عاشت قديسة فى وسط شر مدينة الناصرة .. بل عاشت كل أيامها مع يوسف خطيبها فى قمة القداسة والعفة .. إنها مثال لما يجب أن يكون عليه كل خطيبين ..
مثالاً فى الحكمة : فعندما جاء إليها الملاك كشاب يكلمها .. فكرت فى نفسها ما عسى أن تكون هذه التحية .. وهى هنا تصرفت بخلاف ما تصرفت حواء قديماً .. فلم تعمل بعقلها عندما تكلمت معها الحية ..
مثالاً فى الخدمة المتضعة : إذ أقرت للملاك أنها ” أمة الرب ” ( لو 1 : 38 ) بل وذهبت لتخدم أليصابات ..
مثالاً فى حفظ الكلمة : إذ كانت تحفظ جميع هذه الأمور متذكرة به فى قلبها ..
مثالاً فى حياة التسبيح والابتهاج بالرب : اسمع تسبيحتها الخالدة فى (لوقـا 1 : 46 – 56)
مثالاً فى الاهتمام بابنها : فحين فقدته فى الهيكل وظنت أنه مع يوسف النجار .. عادت على الفور لتبحث وتتناقش معه بحكمة وتفاهم رائعين .. لقد كانت تتكلم مع ابنها المولود ملك ..
مثالاً فى كرازتها وتعليمها للبشرية : لذا فلقد كانت أخر كلماتها التى سجلها لها الوحى المقدس هى ما قالته للخدام فى عــرس قانا الجليل ، بل ولكل البشرية : ” مهما قال لكم فافعلوه ..” (يو 2 : 5)
إلا أن هذه الجوانب المتعددة من الروعة التى تزينت بها أمنا العذراء مريم لم تكن لتمنع أنها كانت تجوز فى :

ثانياً : عمق المـــرار :
يتصور البعض أن الحياة مع الله مفروشة بالورود والرياحين .. لكن الرب أعلنها واضحة إذ قال : ” فى العالم سيكون لكم ضيق .. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم .. ” (يو 16 : 33) .. هكذا كان الحال مع العذراء مريم .. فبرغم أنها كانت أم المسيح المولود ملك، إلا أنها :
تربت يتيمة فقيرة فى الهيكل بلا أب ولا أم ..
لم يكن خطيبها من الشباب بل كان رجلاً مسناً ..
تألمت لفترة من شك يوسف من حملها برغم كونها عذراء .. حتى أعلنت السماء براءتها عندما جاء الملاك ليوسف وطمأنه أن حملها هو بالروح القدس (مت 1 : 20)
تألمت بسبب هروبها مع يوسف خطيبها من الناصرة إلى مصر ثم سنوات كلاجئة غريبة فى مصر تتجول بين ربوعها على حمار وهى تعتنى بطفل صغير .. ثم العودة مرة أخرى إلى وطنها ..
تألمت بسبب نبوة سمعان الشيخ التى أعلنها لها إذ قال : ” وأنت يجوز فى نفسك سيف ” (لو 2 : 35) وكان يقصد سيف الألم لرؤيتها أبنها الحبيب الوحـيد معلقاً على الصليب ..
ثالثا : الإبـــــن البـــــــار :
ما أروع معاملات الرب يسوع هذا الإبن المولود ملك مع أمه العذراء .. إنه أروع مثال وأكمل نموذج لما يجب أن يكون عليه الإبن فى تعامله مع والديه .. لقد :
اختارها ونظر إلى أتضاع أمته .. لم تلفته مظاهر الخارجى الفانى بل شغله روعة الجوهر الداخلى ..
شارك أسرته الفقيرة فى فقرها .. ولم نقرأ ولم نسمع عن أى نوع من التذمر ..
خضع لأبويه وهو فى الهيكل (لو 2 : 51) .. لا لا لم يكن خانعاً .. لقد تفاهم وتحاور معهما وأعلن أنه يجب أن يكون فيما لأبيه السماوى لكنه فى النهاية خضع ..
أطاع أمه ونفذ طلبتها وهو فى عرس قانا الجليل (يو 2)
اهتم بها حتى وهو فى أشد لحظات الألم وهو على الصليب وأوصى بها ليوحنا الحبيب قائلاً : ” هوذا أمك ” (يو 19 : 27) .. لم ينسَ بنوته لأمه الحنون حتى وهو فى أشد لحظات المعاناة على الصليب.. وهو يقوم بأعظم الأعمال .. خدمة الخلاص لكل البشرية بل وهبها ككنز ثمين أودعه ليوحنا الحبيب .. فمن يقترب من قلب المسيح المملؤء حباً يستحق وحده أن يأخذ العذراء أماً له ..

** خاتمة :
أخى الحبيب … ما أسمى تلك النصيحة التى قدمتها أمنا العذراء لكل البشرية وهو تشير إلى هذا المولود ملك وتطلب من الجميع أن يخضعوا له ويطيعوا وصاياه ويسمعوا ويعملوا بأناجيله المقدسة وتقول:

آية الحفظ
” مهما قال لكم فافعلوه .. ”
( يوحنا 2 : 5 )
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

كنيسة يسوع؟؟؟!!!

كنيسة يسوع !! ? جاء للكنيسة شخص بهيئة فقيرة بدا انه متشرد .. تجول حولها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+