وكانت كلمة الرب عزيزة

نياحة-صموئيل-النبى-9-بـؤونة.jpg

صموئـــــيل النــــبى

القراءات الكتابية : ( 1 صم 3 : 1 – 10 )
” وكان الصبي صموئيل يخدم الرب أمام
عالي وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام لم تكن رؤيا كثيراً وكان في ذلك الزمان إذ كان عالي مضطجعاً في مكانه وعيناه ابتداتا تضعفان لم يقدر أن يبصر وقبل أن ينطفئ سراج الله وصموئيل مضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله .. أن الرب دعا صموئيل فقال هانذا وركض إلى عالي وقال هانذا لأنك دعوتني فقال لم أدع أرجع أضطجع فذهب واضطجع ثم عاد الرب ودعا أيضا صموئيل فقام صموئيل وذهب إلى عالي وقال هانذا لأنك دعوتني فقال لم ادع يا ابني ارجع اضطجع ولم يعرف صموئيل الرب بعد ولا أعلن له كلام الرب بعد وعاد الرب فدعا صموئيل ثالثة فقام وذهب إلى عالي وقال هانذا لأنك دعوتني ففهم عالي أن الرب يدعو الصبي فقال عالي لصموئيل اذهب اضطجع ويكون إذا دعاك تقول
تكلم يا رب لأن عبدك سامع
فذهب صموئيل واضطجع في مكانه فجاء الرب ووقف ودعا كالمرات الاول صموئيل صموئيل فقال صموئيل
تكلم لأن عبدك سامع ”

مقدمـــة :
وسط الظلام الكئيب الذى كان يعيش فيه الطفل صموئيل ، وبين هذه البيئة الشريرة التى أحاطت به .. جاء صوت الرب لصموئيل داعياً محذراً من العقاب الذى سيحل على الأشرار … إنه تدبير الرب العجيب الذى يأمر ريح الشر العاتية أن تهدأ ويقود أولاده فى موكب نصرته كل حين .. هو الرب العظيم القوى الجبار .. الناصر شعبه فى الحروب ضد قوى الشيطان وحروب الخطية …

ولنا بنعمة الله فى هذه البداية المجيدة ثلاث كلمات هى :
1) جيل عن الشــــريعة بعيد

2) صوت يدعــــــــو من جديد

3) إله يتــــوج بإكليل مجـــيد

أولاً : جيل عن الشريعة بعيد
ما أشر ما يصف به الرب حال الشعب فى تلك الأيام التى عاش فيها الطفل
صموئيل فيكرر القول أربع مرات فى سفر القضاة :
” في تلك الأيام لم يكن ملك في اسرائيل كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه
” (قض 17 : 6 ، 18 : 1 ، 19 : 1 ، 21 : 25) …
لقد ضاع عن العيون الله الملك الحقيقى الذى يملك على القلوب فيُغيرها ..
ولعل سر الضياع فى ذلك الجيل أنه :
” كلمة الرب كانت عزيزة فى تلك الأيام .. لم تكن رؤيا كثيراً .. ”
(1 صم 3 : 1) .. وهنا نرى أمرين:

البعد عن كلمة الله كمصدر للنجاح والبركة والتقدم .. ” كلمة الرب عزيزة ” .. لذا كان التخلف والتأخر حليفهم ..
” إلى الشريعة وإلى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر ” (إش 8 : 20)
غياب الرؤيا أى ضياع الهدف الذى من أجله يحيا الشاب ..
نعم ، لقد ” ساروا وراء الباطل وصاروا باطلاً ”
(إر 2 : 5)
وما أشبه اليوم بالبارحة .. فجيل اليوم اهتموا بملاهى العالم الفانية من محبة المال والشهوات وخلافه … وضاعت كلمة الله من أولوياتهم .. (راجع تث 28)

ثانياً : صوتٌ يدعو من جديد :
وسط الشوك يخرج الورد .. ومن فم الأسد يخرج العسل .. وهو نفس ما عمله الرب مع شعبه فى القديم فى أرض العبودية، إذ قال: ” فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر لأنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصاً ومحامياً وينقذهم ” (إش 19 : 20) ، لقد جاء الرب لصموئيل وناداه قُبيل الفجر .. ولقد كان لصموئيل وقت دعوة الرب له فى :
الممارسة الصحيحة : ” وكان الصبى صموئيل يخدم الرب أمام عالى ” (1صم 3 : 1)
الموقــع الصحيح : ” مضطجعاً فى هيكل الرب الذى فيه تابوت الله ” (1صم 3 : 3)
الخضوع الصحيح لله : “الرب دعا صموئيل فقال هانذا”(1صم 3 : 4)
الخضوع الصحيح لكاهن الله عالى : ” ركض إلى عالى وقال هانذا لأنك دعوتنى ” ..
يقول احد رجال الله :
[ من يسمع من آبائه فمن الرب يسمع .. ومن لا يسمع منهم فلا يسمع من الرب .. ] كم أشكر الله أنه كرر الدعوة مراراً لصموئيل .. إنه إله الفرصة الثانية ..
لقد كرر دعوته ليونان (يون 3 : 1)
ولإيليا (1 مل 19 : 7)
ولبطرس (مرقس 14 : 72) ..
وهو اليوم يدعو فهل من مجيب ؟

ثالثاً : إله يتوج بإكليل مجيد :
ما أجمل الأكليل الذى كلل به الرب صموئيل كنبى وككاهن عوضاً عن عالى الذى رفضه الرب بسبب إهماله فى تربية أولاده … نعم ” الذي يكللك بالرحمة والرأفة ، الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك” (مزمور 103 : 4 ، 5) ..

ويمكن أن نستخلص هذا الإكليل مما جاء فى
(1صم 3 : 19 – 21):
كَبِرَ الطفل صموئيل : وهذا يذكِّرنا بموسى النبى لما كبر ” أنه خرج إلى اخوته لينظر في أثقالهم ” (خر 2 : 11)
تحققت له كل الوعود : ” لم يدع شيئاً من جميع كلامه يسقط إلى الأرض ” (1صم 3 : 19)
عرف الجميع أن صموئيل اؤتمن نبياً للرب : كما يقول الرب للنفس البشرية ” وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب ” (حز 16 : 14)
عاد الرب يتراءى فى شيلوه : لقد عاد الرب ليقود شعبه من خلال نبيه الذى فتح قلبه وأذنه لكلمة الرب … (1صم 3 : 21)

** خاتمـــة :
إنها فرصة اليوم .. إنه تدبير عجيب .. فالمسيح هو الداعى الكل للخلاص .. يدعونا لنبدأ فى حياة التوبة ، حتى نكون له وحده وسط عالم ملئ بالشر والخطية .. يدعو لنخدم كنيسته عروسه التى هى عمود الحق وقاعدته … هو الذى دعى كل أولاده لينالوا شرف وبركة خدمته .. هل تقول له اليوم مع صموئيل : ” ها ئنذا “؟

آية الحفظ
” يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ،
يا رب عملك في وسط السنين أحيه ،
في وسط السنين عرف ،
في الغضب اذكر الرحمة ” (حبقوق 3 : 2)
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

كنيسة يسوع؟؟؟!!!

كنيسة يسوع !! ? جاء للكنيسة شخص بهيئة فقيرة بدا انه متشرد .. تجول حولها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+