من فم الرب
«فَأَخَذَ الرِّجَالُ مِنْ زَادِهِمْ، وَمِنْ فَمِ الرَّبِّ لَمْ يَسْأَلُوا»
ما أكثر البركات التي نحصل عليها من جراء تنفيذنا مشيئة الرب! وأيضًا ما أكثر المضار التي تلحق بنا عندما نتَّبع أفكارنا، وننقاد وراء أهوائنا، متأثرين بما حولنا! ونحن نجد مثالاً واضحًا لذلك فيما ورد في يشوع 9 حينما تصـرَّف سكَّان جبعون بمكر، واحتالوا على يشوع وشيوخ الشعب، وتظاهروا بأنَّهم قد أتوا من مكانٍ بعيد طالبين من يشوع والشيوخ أن يقطعوا معهم عهدًا لاستحيائهم. ولقد خُدع يشوع ومن معه من مظهرهم، وشعروا أنَّ الأمر أسهل من أن يرجعوا ويسألوا الرب بشأنه، واعتبروا أنَّ القضيَّة محسومة. وهكذا يأتي التعبير الذي يُعتبر إلى الآن تحذيرًا صارخًا لمن يتجاهل أن يسأل الرب، محاولاً أن يدبِّر شئونه بنفسه:
«فَأَخَذَ الرِّجَالُ مِنْ زَادِهِمْ، وَمِنْ فَمِ الرَّبِّ لَمْ يَسْأَلُوا»
( يش 9: 14 ).
نعم ما أخطر هذا، أن نتَّكل على حكمتنا وبديهيَّة الأمور التي حولنا، ونأخذ قراراتنا بأنفسنا دون الرجوع للرب! لقد علم يشوع وشيوخ الشعب بعد ثلاثة أيام فقط من قطع العهد معهم، بأنَّهم قد خُدعوا، وأنهم ساكنون في وسطهم، مِمَّا جعل كل الجماعة تتذمَّر على الرؤساء، غير أنَّهم لم يستطيعوا أن يمسّوهم بأي أذى، إذ كانوا قد حلفوا لهم باسم الرب.
فما أسهل وأصعب هذا الدرس في آنٍ! نعم، ما أسهل أن نلجأ إلى الرب في كل حينٍ قائلين مع صموئيل:
«تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ»
( 1صم 3: 9 )،
أو نقول مع شاول الطرسوسي:
«يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»
( أع 9: 6 ).
وما أصعب على طبيعتنا البشـرية الرديئة ألا تتسـرَّع،
وألا تأخذ بمجريات الأمور من حولنا،
مِمّا يدفعنا على اتِّخاذ قرار من ذواتنا،
ونستصعب أو نستكثر أن نعود للرب في كل أمور حياتنا، حاسبين أن ذلك مضيعة للوقت، طالما أن الأمر واضح أمام أعيننا، ولا يحتاج إلى سؤال. ليت الرب يحفظنا بنعمته في تمام الاتكال عليه!
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873