قصة يوسف بأسلوب معاصر
++ { قصة شاب أمريكي جاء من سان فرانسيسكو سنة 1979
جلست مع هذا الشاب ، و كان شابا ً يافعا ً طويل القامة جدا ً ، رقيق الملامح قال لي إنه شاب يهودى من أسرة متدينة رغم إنهم يسكنون فى منطقة تكثر فيها الإغراءات و الخطايا . و لكنه كان مواظبا ً على حضور المجمع اليهودي كل سبت
.. كان يعمل مديرا ً لأعمال سيدة ثرية جدا ً ، أوكلت إليه إدارة أعمالها و ثروتها الطائلة . و كان أمينا ً في عمله باذلا ً نفسه على قدر الطاقة بل و فوق طاقته أحيانا ً .
كانت السيدة فى الأربعينات من عمرها ، تحيا حياة الترف المطلق ، تحيا في خلاعة .. و كان الشاب في الثامنة و العشرين من عمره . و كان كلما زاد في إخلاصه و تفانيه في عمله ، زادت فى تقديره و أغدقت عليه ..
و كان هو سعيدا ً في عمله و كان تقديرها له يزيده أمانة ً و إخلاصا ً . ثم حدث ما لم يكن في حسبانه ، لقد تعلقت به و أحبته ، و بدأت تراوده عن نفسها ..
لم يكن يفكر مطلقا ً في مثل هذا الأمر ، و كان هذا الشىيء الذي تطلبه بثير في نفسه إشمئزازا ً عجيبا ً . فكان يتحين الفرص للهروب منها .. و يكثر الإنشغال .. فكانت و كأن كبريائها قد جُرح ، كيف يجسر و هو مجرد موظف عندها أن يرفض لها أمرا ً .
فلما إزدادت فى الإلحاح و إزداد هو في الرفض ، عزت عليها كرامتها ، فإبتدأت سلسلة من المضايقات ، و كان يحتملها بهدوء .
و ذات يوم ، صار تهديدها واضحا ً لدرجة أن قالت له إن لم يخضع لرغبتها فإنها سوف تنتقم منه ، لم تمض سوى أيام و بدون سابق إنذار ، حتى وجد البوليس يقبض عليه و يلقيه في السجن .. لقد لفقت له هي و محاميها تهمة تبديد أموال و إهمال جسيم و كلها تهم باطلة لا أساس لها من الصحة . و لكن السيدة صاحبة نفوذ و أموال .
دخل الشاب السجن تحت ضغوط نفسية شديدة و إحساس بالظلم ، و إنتظر يوما ً و إثنين ريثما يكتمل التحقيق . و حدث أن مر على المساجين قس إنجيلي .. تكلم مع الشاب ، ثم ترك له إنجيلا ً .. و لكنه يهودي لا يؤمن بالإنجيل ، لا يعرفه و لا يقرأه ، ثم هو متدين و متعصب ليهوديته .. وضع الإنجيل جانبا ً . و لكن الوقت في السجن يتحرك ببطء شديد ، و الملل قاتل .. مد يده و أمسك بالإنجيل ، يقرأه لعله يقطع شيئا ً من الوقت ،
فكر في نفسه قائلا ً ” إنه لا ضرر إذا قرأ ” و فعلا بدأ يقرأ .. و كانت معجزة إشباع الجموع ثم محنة التلاميذ في السفينة التى كادت تغرق ثم يسوع يأتي إليهم ماشيا ً على الماء و ينتهر الرياح فتسكت الأمواج بسلطان عجيب .. تأثر قلبه تأثرا ً عجيبا ً لم يعرفه من قبل ..
و وجد نفسه يصلى صلاة غير معتادة ، وجد نفسه يقول للرب ، أحقا ً هذا الكلام ؟ أهي قدرتك العجيبة و سلطانك على الطبيعة و قوتك على دفع الخطر عن تلاميذك ؟ إن أخرجتني من هذا الظلم اليوم ، صرت لك عبدا ً كل الأيام ..
و لم تمض ساعة واحدة حتى طُلب ليقف أمام النائب العام .. و الذي إستجوبه سائلا ً إياه أسئلة دقيقة ، و إذ أجابه بصدق أمر للحال بالإفراج عنه و بلا كفالة … لم يصدق نفسه من الفرح ، بل فاض في قلبه نور إيمان المسيح .. إشراق كأنه الشمس في وضح النهار .. حب قلبي فاض في داخله .
سجد على الأرض ، يشكر المسيح الإله القادر على كل شىيء ، ثم ذهب إلى بيته متهللا ً و صار في المسيح يسوع خليقة جديدة
إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. (٢ كورنثوس ١٧:٥)
منقول بتصرف
القس /مجدى خلة
فايبر وواتس اب
00201157683231