قارئوا الفنجان … وكلاء الشيطان
كنتُ في جلسة عند أحد الاصدقاء، وحين تطرقتُ الى وجهة نظر الكتاب المقدس والكنيسة بشأن ضلال العرافة وقراءة الطالع، قاطعتني إمرأة من بين الحاضرين وكأني جرحتُ كرامتها فقالت :”ولكن قراءة الفنجان هي للتسلية فقط”. يعد هذا التبرير من حيل الشيطان الخفية. وقد رأيتُ عينيها تتقد لأنها كانت ممسوسة بروح شريرة، وهي لا تعلم.
كل من يقرأ الفنجان أو الكف أو يلجأ الى الابراج وقراءة الطالع بورق اللعب أو في القاموس وغيره، يعد وكيلاً للشيطان، لأن هذه الممارسات، حسب الاعتقادات القديمة، قد ارتبطت بوجود أرواح أو آلهة أو أرواح موتى تقدم العون للقاريء. وهذا الأمر هو قمة الشيطنة، لأن الأموات لا يتصلون بنا، فهم في شركة مع الله. وإنما الشيطان الذي يوهم الساذجين في الايمان بأن هذا القاريء يمكن أن يقرأ الغيب ويحل العقد، ولا يتوانى الشيطان عن اعطائه بعض المعلومات التي تخص الشخص الراغب بمعرفة مستقبله، فيفاجئه بالمعرفة الغيبية، ليقع هذا الشخص الساذج بفخ الشيطان.
ليعلم المؤمنون والمؤمنات أن كلمة “تسلية” هي كاذبة وتبريرية، ومن يقولها يحتاج الى مراجعة ايمانه لأنه ايمان مؤسس على الكذب والبهتان. فكثيرون من قارئي وقارئات الفناجين هم سبب وبال وهلاك للبيوت التي يدخلونها. إنهم يدسون سم الشيطان في تلك العائلة ويملأون بيتهم بالشر.
ويذكر القديس بولس في هذا الصدد قائلاً: “لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيماً إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضاً يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. الَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ” (كورنثوس الثانية (١١: ١٤-١٥). وكلنا يعرف قصة الجارية في سفر أعمال الرسل التي كان بها روح عرافة، وكانت تستطيع التنبوء بالمستقبل حتى إنتهر الرسول بولس الروح الشرير منها. (أع١٦: ١٦- ١٨) .. زد على ذلك، إدانه الكتاب المقدس، في العهد القديم لهذه الممارسات في سفر اللاويين (٢٠: ٢٧) وسفر تثنية الاشتراع (١٨: ١٠-١٣).
أخوتي الاعزاء، إن التخلص من المشاكل والضيقات التي نمر بها في حياتنا اليومية لا يأتي عن طريق دق ابواب السحرة والمشعوذين وقارئي الطالع والفناجين والكف والقاموس وغيره، وليس كذلك بوضع “عيون زرقاء ضد الحسد” عند عتبة بيوتنا أو في داخلها او تعليقها كقلادة حول اعناقنا. بل أن نطلب الحكمة السماوية التي تأتي من لدن الرب وقراءة الكتاب المقدس الذي يكشف لنا وجه الله، والتعزز بتعليم الكنيسة المقدسة، كي يحضر الروح القدس لتعزيتنا وتقوية حياتنا الروحية.
ان كل هذه الممارسات مرفوضة في عين الرب، ولا يقبل بها البته، حتى لو كانت للتسلية. ومن يقوم بها أو يتعاطاها فهو من وكلاء الشيطان، ممسوساً بفكره وقد يصبح ملبوساً به. فلنرتمي في أحضان الهنا القدوس ونبعد هذه الممارسات الخطرة عن بيوتنا وأحبائنا … ولنشكر الرب على كل شيء.
انتظرونا قريبا فى سلسلة السحر و العرافة فى الكتاب المقدس
القس / مجدى خلة
منقولة لامانة