والسبب اليأس فى حياة ايليا
ثُمَّ سَارَ فِي الْبَرِّيَّةِ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، حَتَّى أَتَى وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: «قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي». 5وَاضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ الرَّتَمَةِ. وَإِذَا بِمَلاَكٍ قَدْ مَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ». 6فَتَطَلَّعَ وَإِذَا كَعْكَةُ رَضْفٍ وَكُوزُ مَاءٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ رَجَعَ فَاضْطَجَعَ. 7ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ، لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ». 8فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ،
1ملوك4:19-8
تركنا إيليا الآن في يزرعيل ليظهر أمام الناس علانية، أو حول يزرعيل رافضا دخولها. وكان من المفروض أن يكرموا إيليا كرجل ثبت أنه رجل الله ولكن ما حدث كان عكس ذلك، فالقلوب المتحجرة بدلا من أن تتوب بمعاملات الله نجدها تهتاج وتثار بالزيادة. وفي
(1) أَخْبَرَ أَخْآبُ إِيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إِيلِيَّا
لو كان قلب أخاب إهتز شعرة بما حدث لقال الوحي “أخبر أخاب إيزابل بكل ما عمل الله” فيشهد لله وعمل الله . ولكن بدا الكلام هنا كما لو كان هذا الضعيف المتخاذل أخاب يشكو إيليا لزوجته. وفي
(2) هكذا تفعل الآلهة بي
فهي تحلف بآلهتها وليس بالرب. وهي تهدد إيليا بالقتل ولكنها لم تنفذ فورا لأنها خافت من الشعب لسبب إعجاب الشعب به بعد المعجزة العظيمة. وهي ربما قصدت تخويفه ليهرب فتتخلص منه لكي تكمل خطتها بنشر عبادة بعل في إسرائيل، إذ خافت من أن إيليا تحت ضغط من الشعب ينهى عبادة البعل. ونجد إيليا يهرب بعد تهديد إيزابل.
3- وهربه لم يكن بأمر من الرب لذلك
يسأله الله مالك ههنا يا إيليا ” آيات (13،9) ” وكون الله يسأله مرتين ففي هذا تأنيب له. فكان خوفه هذا من إيزابل سقطة لنبى عظيم. ولكنه بشر تحت الآلام مثلنا.
بِئْرِ سَبْعٍ = في أقصى الجنوب وتبعد عن يزرعيل حوالي 150 كم. وكانت ليهوذا ولكن إيليا لم يأتمن يهوشافاط ملك يهوذا على نفسه لأنه كان قد صاهر أخاب، لذلك لم يهرب إلى يهوذا.
وَتَرَكَ غُلاَمَهُ آية (3) للإنفراد بالله وهناك احتمالين لترك الغلام وحده:-
1) حتي لا ينكشف بوجود الغلام معه
2) ضمان سلامة غلامه.
وفي (4) قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي
فإيليا هنا طَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِه وهذه سقطة أخرى. وهذا اليأس يحدث مع كل منا لو شعر بتخلى الله عنه في أي ضيقة تحيط به ولا يجد لها حلا فيطلب الموت لنفسه ليهرب من الضيقة. وهذه الحالة تعتبر خطية… لأن الله محيط بنا دائما فلماذا الشك ؟! قد تسوء الأمور لكن عين الله على أولاده دائما وهو لا ينعس ولا ينام. هنا نجد إيليا في حالة يأس من إصلاح الشعب وحالة خوف مما يمكن أن تصنعه له إيزابل وربما حزن أن الله تركه ليد إيزابل وتخلى عنه. والله في محبته لم يُدِنه على ذلك. بل نجد هنا أن الله يعوله بواسطة ملاك.
كَعْكَةُ رَضْفٍ = أي مخبوزة على حجارة محماة كعادة العرب. 40 نَهَارًا = لم يأكل طوال هذه المدة فأشبه موسى ثم المسيح. وقد أخذه الله إلى مغارة حوريب ليذكره كيف عال الله الشعب بالمن وحفظهم في رحلتهم فلا يخور من تهديد إيزابل فالله الذي حفظ الشعب وعالهم سيحفظه ويعوله.
سؤال:- ماذا لو كان الله قد إستجاب لإيليا وأخذ نفسه كما طلب، كم كانت ستكون الخسارة التي يخسرها ؟ كان سيخسر المركبة النارية وظهوره مع المسيح على جبل التجلى، وأنه سيكون أحد النبيين اللذين سيقفان في وجه الوحش في نهاية الأيام. لذلك علينا أن لا نطلب هذا الطلب في الضيقة ونقول “خذنى يا رب” ونعتبر أن الموت هو الحل السهل لأي ضيقة. وعلينا أن نثق أن الله موجود ومحيط بنا وعينه علينا من أول السنة إلى آخرها وأن الله سيحول الضيقة إلى خير “فهو يخرج من الجافى حلاوة”. وكما قال الآباء : “علينا في الضيقات أن نهرب إلى الله ولا نهرب من الله” .
الوسومترامب وسوريا و العراق والحب و الزواج