المسيح والبيت
«بُيُوتِكُم … كأَيَّامِ السَّمَاءِ على الأرضِ»
لقد استقبل العالم المسيح استقبالاً باردًا جدًا، فلم يكن له موضع في المنزل. وفي خدمته كم كان يُرفَض ويُصدّ. وفي موته قيل عنه «لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذا يَملِكُ عَلَينَا» ( لو 19: 14 ). ونقرأ أن أهله لم يؤمنوا به. وفي المساء كانت الجموع تنصـرف إلى بيوتها بعد سماع تعاليمه، أما هو فكثيرًا ما كان يمضي إلى جبل الزيتون.
ومع ذلك فالمسيح الذي كان بلا بيت هو الذي خلق البيت المسيحي، وهو الذي يُقدّسه، ويُرفرف بسلامه عليه. والحياة العائلية تبلغ الذروة عندما يُعترَف به كرأس العائلة. وإذا ما وُجدت محبته في البيت، امتلأ جمالاً ونورًا. وما انحدار الحياة البيتية اليوم، بما يتبعها من انقسامات مُحزنة وبغضة مريرة ومآسي الطلاق، إلا لابتعاد القلوب عن المسيح، لأنه عندما يأخذ المسيح مكانه في بيتٍ ما، يُصبح ذلك البيت توأمًا للسماء. فأي مكان للمسيح في بيتك أيها القارئ العزيز؟ إذا أردت بيتًا سعيدًا فاجعل المسيح يجلس على عرشه.
لرقة عاطفة المرأة كانت النساء تتبعه وتخدمه، وكان أول مَن سمع صوته بعد قيامته امرأة. وقضية المرأة مَدينة إليه برسالتها السامية؛ فحيثما لا يُعرَف اسم المسيح تُعتبر المرأة من سقط المتاع، وفي منزلة العبيد. والمسيح أحبَّ الأولاد وهم أحبوه. وهو الذي علَّم العالم أن يُقدّروا قيمة الولد، إذ كانت كلماته لأولئك الذين حاولوا منعهم من أن يُقدّموهم إليه: «دَعُوا الأَولادَ يأتونَ إليَّ ولا تَمنعُوهمْ ..» ( مت 19: 14 ). وكما قدَّمت أُمهات أورشليم في ذلك الوقت أولادهن، ليُباركهم، كذلك تطمئن أُمهات اليوم عندما يُعلّمن أولادهن أن يختبروا نعمة الله. وعندما نُشاهد القوة العجيبة التي لمدارس الأحد في حياة أولادنا، كم نُمجد المسيح الذي – في أيام جسده – علَّمَ تلاميذه دروسًا ثمينة من الأطفال والرُّضع.
نعم أيها الأحباء، لنا مسيح عجيب لا مثيل له «مُعْلَمٌ بينَ رَبْوَةٍ» ( نش 5: 10 )؛ فالسَيِّد الذي نُحبّه ونعبده، ليس له نظير ولا شبيه. إنما السؤال المهم الذي علينا أن نُجيب عليه هو: هل للمسيح السيادة على حياتنا؟ إذا كانت له السيادة في كل الدوائر، فهل ننكر عليه حقه في أن يملك على قلوبنا؟ ألا يجب أن نجعله مُتقدمًا في كل شيء في حياتنا؟ فهل توَّجناه ملكًا وربًا على أوقاتنا ومواهبنا وكل كنوزنا؟ إذا كنا لم نفعل ذلك للآن، فليت الروح القدس يُذكِّرنا أنه إذا لم يكن المسيح ربًا على كل شيء، فليس هو ربًا على الإطلاق.
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873