‫أريحُكم وتجِدوا راحَةً‬

60618944_2709372312422858_8363816095852789760_n.jpg

‫أريحُكم وتجِدوا راحَةً‬

‫«تعَالَوا إِلَيَّ .. وأَنا أُرِيحُكُم … اِحمِلُوا نِيرِي علَيكُم .. فَتجدُوا راحَةً لنفُوسِكُم»‬ ‫

‫ لا ينبغي لنا أن نخلط بين الراحة التي يُعطيها الرب، والراحة التي نجدها نحن لأنفسنا. فعندما تأتي النفس المُتعَبة والمُثقلة بحمل الخطية، إلى المسيح بالإيمان، فإنه يُعطيها راحة؛ تلك الراحة المُقرَّرة والمؤسسة على كمال عمله الذي أبعد عنا خطايانا إلى الأبد، وبرَّرنا تبريرًا كاملاً، والذي به تمجَّد الله واستد فم الشيطان، واستراح ضمير المؤمن. هذه هي الراحة التي يمنحها المسيح لنا عندما نأتي إليه.‬

‫ ولكن علينا بعد ذلك أن نجتاز في ظروف حياتنا اليومية بما فيها من تجارب وصعوبات وضيقات مختلفة. ولا شيء من هذه يستطيع أن يؤثر من قريب أو بعيد على هذه الراحة التي أعطانا إياها المسيح، ولكنه قد يؤثر إلى درجة كبيرة في الراحة التي علينا أن ”نجدها“. إن هذه الظروف لا تؤرق ضمائرنا، ولكنها قد تُتعِب قلوبنا وتجعلنا قلقين ومضطربين وغير صابرين، وقد تُسبِّب عدم راحة لقلبي وشعورًا بفشل مسعاي. فكيف نُقابل مثل هذه الظروف؟ وكيف يجد القلب المُتعَب راحة وسكينة؟ وكيف يطمئن الفكر القلق؟ ماذا أُريد؟ إنني أُريد أن أجد راحة. وكيف أجدها؟ بالانحناء وحمل نِير المسيح الثمين، وهو نفس النِير الذي حمله هو – له المجد – عندما كان في الجسد؛ نِير الخضوع التام لإرادة الله. ليتني أستطيع أن أقول بدون أي ذرة من التحفظ، ومن أعماق قلبي: «لِتكن مَشِيئتكَ» ( مت 6: 10 )، «لتكن لا إِرادَتي بل إِرادَتُكَ» ( لو 22: 42 ).‬

‫ إنني أحتاج ليكون عندي الإحساس المُرهف بمحبته الكاملة لي، وبحكمته الفائقة في كل معاملاته معي، فلا أُحرِك أي أصبع لأُغيِّر من الظروف والمكان الذي وضعني فيه. وهنا يَكمُن السـرّ الثمين في راحة القلب في مواجهة القلق. إنها المقدرة على أن أشكر الله على كل شيء مهما كان مُخالفًا لإرادتي ورغبتي وضد خططي. هذا ليس فقط قبول الحق «أَنَّ كُلَّ الأشياءِ تعملُ معًا للخَير للذينَ يُحبُّونَ الله، الذينَ هُم مَدعُوُّونَ حَسَبَ قَصدهِ» ( رو 8: 28 )، ولكن أكثر من ذلك؛ إنه الإحساس الإيجابي والفعلي للحقيقة الإلهية بأن هذا الشـيء الذي عيَّنه الله لي هو أفضل الأشياء بالنسبة لي. إنها الثقة الكاملة في محبة وحكمة وقوة وأمانة ذلك الشخص المجيد الذي بذل نفسه لأجلي، والذي يهتم بكل أموري في الحاضر والمستقبل. هذه هي الطريقة لأجد الراحة. ليتني أفهمها جيدًا. إنها العلاج الإلهي للقلق ولروح عدم الرضى بالظروف والأحوال المُعيَّنة لي من الله.‬

Comments

comments

شاهد أيضاً

كنيسة يسوع؟؟؟!!!

كنيسة يسوع !! ? جاء للكنيسة شخص بهيئة فقيرة بدا انه متشرد .. تجول حولها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+