الجنس قبل الزواج

FB_IMG_1579508246949.jpg

*الجنس قبل الزواج*

(الاب منيف حمصي )

☦تنبع مقولة “الجنس قبل الزواج”، أساساً، من تضخم الجنس في هذا الزمان.

وما دامت عقلية الناس مجنسنة على نطاق واسع، عندها من البداهة المطالبة بالجنس قبل الزواج، ومن البداهة كل البداهة التفكير على هذا النحو.

ومقولة “الجنس قبل الزواج” لا تبدو طرحاً غريباً أو مستغرباً اليوم، فالإعلام كله يجيش لترويج السلع، والمنتجات الاستهلاكية المختلفة في إطار جنسي تتبناه المرأة دائماً، وبترحيب منقطع النظير.

كذلك فإن المناخ العالمي العام المشبع بروح الحرية الجنسية، والحرية الإعلامية، أدى إلى تأجج الرغبة بالمعرفة الجنسية عند شباب وشابات هذا الزمان.

يضاف إلى ذلك تقاعس الأهل عن دورهم، والتراخي العام الذي أصاب الكثيرين تجاه الاضطلاع بالشأن التربوي المتعلق بأولادهم، الأمر الذي أدى إلى ما يمكن تسميّته بالقطيعة بين الآباء والأبناء وعلى غير صعيد.

☦في الواقع يمكن التفتيش عن باقة كبيرة من العوامل التي أوجدت ما هو قائم على أرض الواقع على هذا الصعيد.

*الجنس قبل الزواج هو حركة معاكسة لحركة الحياة* ، إنه رفض لما عاشت بموجبه الشعوب في كل الأرض وما تزال. الجنس قبل الزواج يشبه إنساناً يضع العربة أمام الحصان بدل أن يكون الحصان أمام العربة ليشدّها.

*الجنس قبل الزواج هو دخول في المجهول، وتعرّض لنيران الجحيم التي لا تطاق.*

إن مقولة “الجنس قبل الزواج”، من شأنها أن تجعل الجنس هواية تمارس لا مدرسة للحياة.

لكن الجنس ليس لقمة عسل، إنه في الزواج ممزوج بالقول الكتابي “بعرق جبينك تأكل خبزك”، “وبالأوجاع تلدين البنين”، الجنس المعاصر مسألة رخيصة وسهلة وطيبة، ويستطيع كل إنسان مهما كان عمره ومهما كان وضعه ومهما كان أمره، أن يعرفه ويمارسه. لكن الجنس ليس هكذا. ولم يكن هكذا في يوم من الأيام.

☦- *الجنس قبل الزواج خطوة غير مسؤولة*

☦يبرر عادة المطالبون بالجنس قبل الزواج، أو الذين يمارسون الجنس قبل الزواج، موقفهم، على أنه طبيعي لأنه ثمرة الحب، أو لأنه يأتي بعد حب، أو لأن هناك حباً. أي أن الجنس بالنسبة لهؤلاء الناس يصبح أمراً شرعياً وسليماً لمجرد أن هناك حباً.

☦لكن الحب فقط، ليس المقياس لشرعية الممارسة الجنسية، فهو لا يشكل ضمانة ولا يتعهد شيئاً.

الحب لا يجيز الجنس قبل الزواج، فهو عاطفة وحسب، وفي أحيان كثيرة، هو عاطفة غير مسؤولة.

لا بل كثيراً ما يكون الإقبال عليه نتيجة لضغط الإعلام الجنسي المعاصر على المشاهدين.

و المطالبة بالجنسية على قاعدة الحب (sola amour) فقط، لا تجعل هناك من ضرورة للزواج. ومع ذلك يبقى الزواج الإطار الأكمل والوحيد للحب الاجتماعي. إنه الإطار اللائق، لأنه يجعل الرجل و المرأة مسؤولين أمام الله والناس. وهكذا فالكلام عن الحب قبل الزواج يستتبع الضمانة والمسؤولية، الأمر الذي لا يتحقق خارج الزواج أو بدون الزواج (25).

☦الزواج هو إطار المسؤولية، وفيه يستطيع كل فريق أن يحتضن الفريق الآخر ويصونه ويحميه من المخاطر ويحوطه بالعناية والاهتمام.

في الزواج يعطى المرء كل الإمكانية كي يعبّر عن حبه المزعوم، وبالتالي فإن *الجنس قبل الزواج ليس علامة حب، بل علامة شهوة تتأكل دعاتها وأصحابها وتأتي بهم إلى نار جهنم* . ***إذا كنت فعلاً صاحب حب كبير، تفضل واقترن شرعياً بمحبوبتك** *.

وهنا قد ينزعج عدد كبير من الشباب، والبنات من كلماتي هذه، بحجة أن حبهم طاهر وصادق، وأنهم فيما بينهم لا يشعرون بالخطأ أو الخطيئة عندما يفكرون بالجنس قبل الزواج. وكلماتهم في العادة تكون رومنسية، هادئة، وجميلة، لا بل صادقة في أغلب الأحيان. من يدري. ولكن مشكلتهم تبقى أنهم يغفلون الزواج كإطار لحبهم، وكعلامة على صدق مشاعرهم.

☦ إن فلسفة “الجنس قبل الزواج” هي مجرد لهفة الجسد إلى الجسد، وهذا أمر منقوص لأن الشاب والفتاة في طور التعارف والخطوبة هما بحاجة ماسة إلى أن يعرف أحدهما الآخر جيداً كي تسلم حياتهما لاحقاً.

من هنا يأتي الجنس قبل الزواج طرحاً في غير محله، وقبل الأوان، لا بل مبكراً جداً.

وأكثر من ذلك فإن تفعيل الجنس قبل الزواج يحرم الاثنين معاً كل فرص التعارف العميق الضروري لحياتهما.
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

ولادته يسوع

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+