ادخل الي العمق

88218156_804004440108405_7231868132028055552_n.jpg

ادخل الي العمق
القراءة الكتابية :
(لوقا 5 : 1 – 11 )
” وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان وافقا عند بحيرة جنيسارت. فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك. فدخل إحدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلاً عن البر ثم جلس وصار يُعلم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان
أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد.
فأجاب سمعان وقال له
يا معلم قد تعبنا الليل كله
ولم نأخذ شيئاً
ولكن على كلمتك ألقي الشبكة.
ولما فعلوا ذلك
أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق.
فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم فاتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ.
إذ أعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي أخذوه. وكذلك أيضا يعقوب ويوحنا ابنا زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس. ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيء وتبعوه .. ”
مقدمـــة :
وهذه أيضاً مجموعة أخرى من التعابى ..
لقد تعبوا الليل بطوله ولم يمسكوا شيئاً ..
برغم خبرتهم عشرات السنين فى الصيد،
إلا أن هذه الخبرة فشلت فى تحقيق أى مكسب ..
لذا فلقد قرروا أن يغسلوا الشباك ويرفعوا الراية البيضاء معلنين فشلهم .. هنا جاء المخلص المريح الوحيد الرب يسوع ودخل السفينة وحول فشلهم إلى نجاح وخسارتهم إلى صيد مضاعف وبركات متزايدة ..
إلا أنهم بعد أن وصلوا إلى الشاطئ تركوا كل شئ وتبعوه .. لقد اختبروا التعب .. ثم جاء المريح وأراحهم .. بعدها قرروا ألا تشغلهم العطية عن العاطى فتركوا كل شئ وتبعوه ..
ولنا بنعمة الرب فى هذه الراحة أربع تأملات :
1- أزمـــــة اقتصادية
2- كـلـــــمة إلهيـــة
3- بركـــــات غنيــــة
4- خطوة تكريسيـة
أولاً : أزمة اقتصادية :
لم يكن بطرس الصياد ولا رفقاؤه فى البحر من الأشخاص الكسالى .. كلا بل :
1) كانوا فى منتهى النشاط .. لقد تعبوا الليل كله ..
2) كانت لهم الخبرات التى تساعدهم على الصيد ..
3) كانت لهم روح التعاون فكانوا يصطادون فى مركبين معاً ..
إلا أن كل مقومات النجاح هذه لم تستطع أن تحقق لهم أى صيد..
لقد فشلوا وخاب رجاؤهم وصار موقفهم المالى مخزياً أمام احتياجاتهم الشخصية وأمام متطلبات أسرهم..
إنها صورة مصغرة للأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها عالمنا اليوم ..
من انهيار للبورصات العالمية وإشهار العديد من البنوك والشركات العالمية إفلاسها .. وتراجع السياحة والتجارة العالمية إلى مؤشرات خطيرة .. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن هذه مجرد بداية لما سيعانيه العالم من أزمات اقتصادية فى السنوات القادمة ..
ويبقى السؤال : هل من نجاة ؟ هل من منقذ ؟ هل من رجاء ..
ثانياً : كلمة إلهية :
يعلمنا كلمة الرب في الكتاب المقدس أن الرب يسوع هو :
[ رجاء من ليس له رجاء .. معين من ليس له معين ..
عزاء صغيرى القلوب .. ميناء الذين فى العاصف .. ] فالحقيقة الأكيدة أنه لا توجد أزمة اقتصادية أو صحية أو نفسية أو من أى نوع إلا ويستطيع الرب أن يعبرها بنا فيمشينا على مرتفعاتنا لذا قال الكتاب :
” الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالأيائل ويُمشيني على مرتفعاتي ” (حب 3 : 19)
لقد عالج الرب يسوع هذه الأزمة كما يلى :
1) دخل إحدى السفينتين .. (لو 5 : 3) إن دخول المسيح للحياة يهدأ البحر ويحل المشاكل ..
2) طلب من بطرس أن يبعد قليلاً عن البر..
(لو 5 : 3)
ثم جلس وصار يعلم .. فكثيراً ما نفقد القدرة على التفكير ونحن فى عمق المشكلة لكننا إذ نبتعد عنها قليلاً وننشغل بشئ آخر يمكن أن ننظر إلى الأمور برؤية جديدة .. كذلك، لنا فى كلمة الله فى الكتاب المقدس كل الإرشاد والحكمة .. فنحن نحتاج أن نرجع إليها كما إلى سراج منير فى موضع مظلم (2بط 1 : 19)
3) قال لبطرس : ابعد إلى العمق وألقوا شباككم ..
هنا نراه وهو يخاطب الشخص المسئول عن السفينة وهو بطرس ..
لذا ففى مثل هذه الأزمات يستحسن الرجوع إلى الشخص المسئول ومناقشته فى القرارات ..
ثم كان أمر الرب أن يدخلوا إلى العمق ..
لا للسطحية .. لا للخلوة المتسرعة .. لا لحضور اجتماعات الكنيسة بعد متخلص الصلاة
يقولون ( كسر سم الاجتماع )
بل من بدايته .. لا للخدمة الشكلية بل فى حب حقيقى للنفوس ..
4) تناقش بطرس مع الرب بعقلانية وخضوع ..
فالرب لا يريد أن نكون خانعين بل خاضعين ..
لذا قال بطرس للرب : تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً .. هنا نراه يعرض الأمر على الرب ليس اعتراضاً بل عرضاً للحالة .. ثم بعد العرض يخضع للرب ..
ماذا كانت النتيجة ؟
ثالثاً : بركات غنية :
عجبى .. فما لم يستطع بطرس ورفقاؤه أن يحققوه طيلة الليل بكل خبراتهم فى البحر،
استطاع الرب أن يحققه فى النهار بمجرد كلمة أطاعها بطرس
فكانت النتيجة :
1) أمسكوا سمكاً كثيراً جداً ..
2) صارت الشبكة تتخرق ..
لقد أمرهم الرب بقوله : ألقوا شباككم (لو 5 : 4) لكنهم ألقوا شبكة واحدة (لو 5 : 6) ..
احترس أخى من أن تثق فى الرب نصف ثقة .. اطع الكلمة بكل تفاصيلها ..
3) احتاجوا لمعاونين فى السفينة الثانية ..
إنها روح الفريق التى نفتقر إليها كثيراً فى خدماتنا فى كنائسنا ..
هل أنتهي الأمر عند صيد السمك؟
وحل الأزمة المادية وكفى .. لا لا بل أتت :
رابعاً : خطوة تكريسية :
1) خر بطرس عند قدمى الرب ساجداً معترفاً بألوهيته ..
2) اعترف بأنه رجل خاطئ لا يستحق أن يدخل الرب سفينته ..
3) امتدت التوبة إلى يعقوب ويوحنا شريكى بطرس .. فبعد أن كانوا شركاء صيد السمك، صاروا شركاء بركة التوبة والالتصاق بالمسيح ..
4) تلقى من الرب ترقية .. أو لنَقُل إنها مسئولية .. فبعد أن كان صياداً للسمك ، صار صيداً للناس ..
5) ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر، تركوا كل شئ وتبعوه ..
نعم، لم تشغلهم عطية الرب عن البقاء معه وعن تبعيه كل الأيام حتى إلى الصليب ..
أخى الحبيب .. هل أمامك تحديات جسام؟
هل تصارع وتصارع حتى تعبت العمر كله ولم تُمسك شيئاً، بل وصرت إلى حالة أردأ ؟
اليوم الرب يسوع هو مريح التعابى اقتصادياً ومادياً .. فإذ تأتى إليه فإنه يبارك حياتك وأموالك .. قد يزيد إيرادك أو يحررك من عادات شريرة كالتدخين فيقل مصروفك .. فتهتف :
” بركة الرب هى تُغنى ولا يزيد معها تعباً .. ”
(أم 10 : 22)
آية الحفظ
” فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم ..
لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب .. ”
(أعمال 3 : 19)
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873

Comments

comments

شاهد أيضاً

ولادته يسوع

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+