القسمة والنصيب
كثيرا ما نسمع هذا التعبير القسمة والنصيب . وهل يلغي هذا مشيئة الله من حياتنا أم هي هذه مشيئة الله لنا ؟
القسمة والنصيب في الكتاب المقدس يشير إلى الاختيار الجيد والقرار الصائب ، نجده في “مزمور 5:16” ( الرب نصيب قسمتي وكأسي . أنت قابض قرعتي ) فقد أختار صاحب المزمور 16 أن يتكل على الله وحده ولأنه أختار اختيار جيد والرب أصبح نصيبه ، فالرب ينصحه ويحذره ويرشده .
وأيضاً يقول الكتاب عن مريم أخت مرثا في “لوقا 38:10-42″ إنها ( اختارت النصيب الصالح ) أي قرارها بالجلوس عند قدمي الرب لتسمع كلامه هو أفضل قرار اتخذته في حياتها . ولهذا فإنها تعرف مشيته وتعرف أفكاره من نحوها .
إذن نستخلص من هذا الكلام إن القسمة والنصيب هما الله ( نصيبي هو الرب قالت نفسي من ذلك أرجوه ) ” مراثي إرميا 24:3 ” أو المكوث قربه أي الاتكال عليه واستشارته في كل أمور الحياة وليس معناه أن أختار أنا لنفسي ما أعمل وما أفعل ، فحياتنا ليست في مهب الريح إلا إذا أردنا نحن ذلك ، بل إن الله أعد ورسم خطة واضحة لكل واحد فينا وعلينا أن نعرف ذلك من خلال كلمته المباركة . ( الكتاب المقدس )
إن خطة الله لكل واحد منا هي خطة رائعة، فهو قد خلقنا لمجده وخلقنا له لهذا علينا أن لا نفسد مقاصده لأجلنا بتسرعنا في كل قراراتنا.
إن أكثر المصطلحات شيوعاً في الحياة هو القسمة والنصيب وخاصة في موضوع الزواج ، فالفتاة الصالحة ترتبط بإنسان شرير وفي النهاية تتحول حياتها إلى جحيم وتقول هي القسمة والنصيب . والعكس أيضاً صحيح . لكن هل يعقل هذا ؟
بالطبع لا. فالله أعطانا إرادة وفكر وأعطانا أيضاً أفضل مرشد في الحياة كتابه المبارك ، فمن خلاله نستطيع أن نعرف إرادته الصالحة لحياتنا . وقبل كل شيء علينا أن ندرك إن كل ما يقدمه الله لنا هو لخيرنا ولصالحنا ولا يقدم الشر أبداً حاشا فهو إله كل صلاح وإله كل نعمة . لكن الذي يحدث هو بسبب سلوكنا وتصرفاتنا وقراراتنا الخاطئة التي تلغي مشيئة الله من حياتنا. فعلينا في كل أمورنا سواء إن كان ارتباط ، عمل أو سفر ، علينا أن ننتظر أمام الرب في الصلاة واثقين أننا سوف نلقى الإجابة عنده وإننا سوف نرتاح في القرار الذي يعطيه لنا ويمكننا معرفة ذلك من خلال كلمته المباركة التي ترشدنا في الحياة وتعطينا الخبر اليقين في كل أمورنا .
القس / مجدى خلة.