Home / برامجنا الاذاعية / الوصايا العشر للكارز

الوصايا العشر للكارز

FB_IMG_1574745259236.jpg

الوصايا العشر للكارز
في اعتقادي أن الكرازة هي هدف رئيسي لوجود الكنيسة على الأرض، فلقد كان الهدف من تجسد الرب يسوع وموته وقيامته أن يكون الخلاص متاحاً لكل العالم، وبالفعل لقد أتم المسيح هذه الإرسالية وهذه المسئولية، وعند صعوده كلف الكنيسة بمسئولية الإعلان والتبشير بخلاص الرب، فقال لتلاميذه: “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مر16- 15).
واليوم حاجتنا ماسة أن ندرك ككنيسة مسئوليتنا تجاه النفوس التي أحبها الله ومات المسيح لأجلها، وهي مسئولية على عاتق كل واحد منا، فليكن شعارنا ما قاله الرسول بولس: “إذ الضرورة موضوعة على فويل لي إن كنت لا أبشر” (1كو9: 16) ويسرني أن أشارك القارئ العزيز في دراسة كتابية عن السمات الواجب توافرها في الكارز المتميز أو الوصايا العشر للكارز.
أولاً: الكارز المختبر للحياة الجديدة:
في يقيني أن أول صفة يجب أن تتوفر في الكارز أن يكون قد اختبر خلاص الرب في حياته، فالكارز يقدم رسالة الحياة الجديدة للنفوس البعيدة عن الرب، الضائعة في الشر والخطية، فإذا كان الكارز لم يختبر الولادة من فوق، ولم يتذوق حلاوة الشركة والعلاقة الحميمة مع الله فكيف يمكن أن يقود الآخرين إلى قبول المسيح كمخلص شخصي، فالحقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه.
ثانياً: الكارز الممتلئ بروح الله القدوس:
لقد قال الرب يسوع في وصية وداعه لتلاميذه: “لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” (أعمال1: 8).
وهذا معناه أنه عندما يكون الكارز ممتلئاً بروح الله القدوس، عندئذ يمكنه أن يشهد شهادة قوية في كل مكان يتواجد فيه.
وهذا ما يؤكده نحميا عندما قال: “أنا ملآن قوة روح الرب وحقاً وبأساً لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته” (ميخا3: 8). اقرأ (1كو2: 4)، (يو16: 8).
نعم! إن روح الله القدوس هو روح الحكمة، هو الذي يعطي الكارز الحكمة ليربح النفوس (ام11: 30مع ام16: 23). ويقدس حياتنا لكي يستخدمنا (يش3: 5). وهو الذي يرشدنا إلى الأماكن التي نقدم فيها الرسالة الكرازية.
ثالثاً: الكارز الدارس لكلمة الله:
على الكارز أن يكون لديه الإلمام بكلمة الله، ليكون عنده المقدرة على تقديم الأخبار السارة بأسلوب مقنع لمستمعيه، كما هو مكتوب: “مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم” (1بط3: 15). وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به، وكيف يسمعون بلا كارز… فالإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله (رو10: 14- 17)، وأيضاً: “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” (1بط1: 23). اقرأ (اتي4: 14- 16) .
رابعاً: الكارز المحب للنفوس:
إن حب النفوس التي مات المسيح لأجلها هو السر في نجاح خدمة الكارز، فالناس تسمع لمن تحب، وتطيع مَنْ تحب، فهناك علاقة طردية بين محبة المستمعين للمتكلم وقبولهم لرسالته.
في أيام تجسد الرب يسوع سجل الوحي عنه أنه “محب للعشارين والخطاة” (لو7: 34)، “وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم” (لو15: 1، 2).
نعم! كانت هذه هي تهمته وهى في الواقع كانت ميزته، فلقد كان قلبه يفيض بالحب والحنان تجاه الخطاة الذين كانوا يأتون إليه، ويستمعون إلى تعاليمه.
خامساً: الكارز القائد والقدوة:
بلا شك فإن صوت الأعمال أعلى وأبلغ من صوت الأقوال، وأقوى العظات هي عظة الحياة.
لقد سجل الوحي عن الرب يسوع “بهتت الجموع من تعاليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة” (مت7: 28، 29). وكان يستمد سلطانه من الأعمال التي يقوم بها قبل الإعلان عنها فمكتوب في (أع1: 1) أن يسوع كان يفعل أولاً ثم يعلم، أما الكتبة فكانوا يستمدون سلطانهم من مركزهم الديني المعترف به باعتبارهم مفسرين لناموس موسى، أما أفعالهم فكانت بعيدة كل البعد عما ينادون به، ولهذا قال الرب يسوع عنهم: “على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون (مت23: 2، 3). اقرأ (2تس3: 9)، (1تي4: 12)، (تي2: 7).
سادساً: الكارز المصلي:
قبل أن يتحرك الكارز لخدمته الكرازية عليه أن يختلي بالرب أولاً يصلي من أجل النفوس التي سيتحدث إليها لكي يتعامل معها روح الله القدوس، وعندئذ يستطيع أن ينطلق لخدمة مثمرة ومؤثرة بمعونة ومعية الله، بلا شك فإن الصلاة هي التي تفتح الأبواب المغلقة، وتحطم القيود الحديدية.
لقد اعتبر صموئيل النبي عدم الصلاة لأجل النفوس بمثابة شر عظيم فنراه يقول: “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم” (1صم12: 23). الصلاة ليست مجرد كلمات ننطق بها، فما أسهل الكلام. وإنما الصلاة هي أن أضع أشواقي وطموحاتي لخدمة الله في الصلاة، وفي نفس الوقت أسعى باجتهاد لتحقيقها وتنفيذها، وأقوم بدوري فيها مستثمراً في ذلك كل ما أملك من مواهب ووزنات.
لتكن صلاتنا كما طلب الرب يسوع من تلاميذه قائلاً: “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (مت9: 37، 38).
سابعاً: الكارز الذي يشعر بالامتياز ويكرز بكل تواضع:
نعم! الخدمة وسام على صدورنا، نفتخر أننا خدام الله، فإذا كان الإنسان يشعر بالفخر والتميز عندما يعمل مع شخصية كبيرة، ومهمة فكم يكون فخرنا ونحن نعمل مع سيد الأرض كلها (مز34: 2)، “فمن يفتخر فليفتخر بالرب” (2كو10: 17).
كيف لا؟! والبشير مرقس يختتم إنجيله بهذه الكلمات الرائعة: “وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم…” (مر16: 19).
نعم! لن نربح النفوس إلا إذا تواضعنا وانحنينا إليهم وحملناهم كما حمل الأربعة رجال المفلوج وقدموه للرب يسوع (مر2: 3).
ثامناً: الكارز المستعد لدفع الثمن:
إن كلمة الله تعلمنا أن كل الذين حملوا لواء الكرازة كانوا على استعداد لتقديم النفس والنفيس في سبيل توصيل الرسالة.
كيف لا؟! ألم يدفع يوحنا المعمدان حياته ثمناً لإعلانه الحق، حيث رأينا الملك هيرودس يأمر بقطع رأسه (مت14: 1- 12).
وهكذا رأينا أبطال الإيمان في (عب ص11) يدفعون ضريبة الإيمان، ونقرأ أيضاً عن الرسول بولس في (2كو11: 23- 33) من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضُربت بالعصي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة… ثم يتحدث عن ألوان وأشكال الأخطار التي قابلها في طريق كرازته… والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذه المعاناة والآلام؟
نعم! إنها ضريبة الخدمة التي يجب أن ندفعها عن طيب خاطر وبكل سرور.
تاسعاً: الكارز الشجاع:
الكارز وهو يحمل رسالته لابد أن يضع في اعتباره أنه قد يلاقي بعض المتاعب والمخاطر، وهذا لا يجعله يتردد أو يتراجع عن رسالته، فما يشجعنا ويطمئننا أن الرب وعدنا بمعيته ورعايته.
فعندما أوصى الرب تلاميذه قائلاً: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم…” على الفور كان وعده لهم” وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر” (مت28: 20). وهذا يعني الارتباط الوثيق بين الكرازة والمعية الإلهية.
نعم! الكرازة تحتاج إلى أناس يتصفون بالشجاعة في إعلان الحق الإلهي بكل قوة وثبات، وهذا ما رأيناه في بطرس يوم (أع2: 22- 24، 41).
في يقيني أن مَنْ يود أن يقوم بالكرازة.. إذا خاف لا يخرج للكرازة وإذا خرج إلى الكرازة لا يخاف.
عاشراً: الكارز المتخصص المدرب:
يتميز عصرنا بالتخصص، ولذلك نرى المتخصص في عمل معين يتقنه، ويتفوق فيه، ويحقق نجاحاً باهراً فيما تخصص فيه، وهذا ليس بجديد في مجال العمل الروحي. فهذا ما نجده في الفكر الكتابي (أف4: 11)، رومية 12: 4-7) .
على الكنيسة أن تدرك قيمة تخصص البعض في العمل الكرازي بصورة متخصصة لكي تستطيع الكنيسة أن تنطلق بهم إلى الحقول التي ابيضت للحصاد وإلى النفوس التي تصرخ “اعبر إلينا وأعنا” فالكارز يحتاج أن يتدرب على كيفية الكرازة، وعلى مضمون ما سيقدمه في كرازته، ومعرفة السمات الشخصية لكل الفئات العمرية المستهدفة في الكرازة، وظروف المكان والزمان الذي سُتقدم فيه الرسالة الكرازية، واستخدام كل الأدوات والوسائل والإمكانات المتاحة للكرازة.
بالطبع هذا لا ينفي أن كل شخص مؤمن اختبر الحياة الجديدة في المسيح يسوع عليه أن يخبر بكم صنع به الرب ورحمه سواء في بيته، أو في مجال عمله أو دراسته وفي أي مكان يتواجد فيه، فالكرازة مسئولية الجميع.
القس / مجدى خلة
فايبر وواتس اب و الايمو
٠٠٩٦٤٧٥٠٢٧٢٠٨٧٣

Comments

comments

Check Also

ولادته يسوع

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+

Themes by themesfreedownloader.com

Themes55