دوافع الخدمة اية؟؟؟

تحديد سبب ودافع الخدمة

التي أقوم بها أمر هام جدًا. كذلك معرفة المواهب الموجودة عندي التي بناءًا عليها أقوم بهذه الخدمة.

الدوافع هي التي تولد الرغبة في عمل أي شيء.

ينبغي أن نتوقف طويلًا أمام الدوافع التي تجعلني أخدم، لماذا أخدم؟ وهذا في منتهى الأهمية. الدافع أهم من نوع الخدمة نفسها، ماذا أخدم؟

كيف أعرف إن كانت خدمتي لمجدي الشخصي أم لمجد الله؟

يجب على كل خادم أن يمتحن نفسه مجاوبًا على الأسئلة التالية:

لماذا أنا موجود في هذا المكان وهذه الجماعة؟
هل أنا موجود لأن الرب يريدني في هذه الكنيسة؟
هل أحقق دعوة الرب ليَ في هذا المكان؟
هل عندي مواهب فعلًا من الروح القدس لأجل هذه الخدمة؟
“كخادم للمسيح تذكر أن القيمة الحقيقية أن تخدم دون أن تهتم بشيء سوى مجد الرب”

دوافع الخدمة نوعان:
دوافع سلبية ودوافع إيجابية

1- الدوافع السلبية مثل:

1_ طلب مجد الناس
هل أشعر أني أكثر موهبة وأكثر محبة للكنيسة من باقي الناس؟

يقول الرب يسوع مثالنا للخادم المثالي: “مَجْداً مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ … كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟” (يو5: 41 ،44).

ويقول أيضاً عن كثيرين من رؤساء الشعب ” لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللَّهِ” (يو12 :43).

2- طلب إرضاء الناس
يتحكم هذا الدافع في خدمة البعض فلا يشغلهم سوى إرضاء الناس، وعادة يكون بسبب إحساس داخلي بضعف معين وتخوف من أن الجماعة التي أخدم في وسطهم تلفظنى وترفضني. يكتب بولس إلى كنيسة غلاطية “أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ” (غلا 1: 10).

كم من الخسائر في الخدمة كانت نتيجة إهمال مجد الله واالاهتمام بالحصول على رضى الناس.

يوجد فرق بين طلب مجد الناس الذي ذكرناه في الدافع السابق وبين طلب إرضاء الناس:

دافع طلب مجد الناس دافع طلب إرضاء الناس
أنا أخدم لكي:
1– ألفت انتباه الناس لِقُدراتي.

2– أفتخر بأن الناس تُشيد بخدمتي.

3– أصل إلى موقع مسئولية فيه أظهر أكثر.

4– أري نفسي أقوى من الأخرين

أنا أخدم لأني:
1– أخاف أن تلفُظني الجماعة

2– أخاف ألا أجد مكاناً بينهم

3– أخاف أن يتركونني وحيداً

4– أشعر بالضعف الداخلي

3- حُب التسلط والسيطرة
يظهر هذا الدافع في السعي إلى المركز الاجتماعي أو الديني بهدف التسلط والسيطرة على مجموعة من الناس.

يكتب الرسول بطرس قائلا: “ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ” (1 بط 5: 2،3).

رد المسيح على طلب أم ابني زبدي قائلًا “… رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا…” (متى 20: 25 – 28).

4- الهروب
المقصود هو الهروب من واقع أليم أومن صدمة نفسية أو عصبية أو عاطفية أو أجواء صعبة وضغوط مختلفة أو من فشل،أو فقد سواء شخص عزيز أو وظيفة ومصدر دخل. ويحاول أن يحقق نجاحاً في مجال الخدمة والدافع هو رد الاعتبار واسترداد الكرامة أمام الناس، كما أنه يجد في الخدمة مجالاً يظهر فيه ويُحقق فيه ذاته أكثر من العمل، أومن الأسرة.

على الكنيسة أن تفرِّق بين أن تكون أبواب العبادة مفتوحة لكل الناس الأشرار والأبرار أما أبواب الخدمة فيجب أن لا تكون مفتوحة للجميع حيث أن الخادم سوف يمثل المسيح ويجسده ويقدمه للأخرين فيجب أن تكون للخادم حياة حقيقية يعيش من خلالها للمسيح.

5- محاكاة الآخرين
أي الغيرة والتقليد، والشريحة العُمرية التي يظهر فيها هذا الدافع بوفرة هي شريحة الشباب، فقد نجد من يخدم لأن الآخرين يخدمون، يقول الكتاب “حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ”(غلا 4 : 18).

إذا كانت الخدمة مجرد تقليد الآخرين فهذا خطر كبير يضيع الدور الذي يريدني الله أن أقوم به، وينبغي أن أسأل نفسي دائماً: ماذا يُريد الله مني؟ وما هو الفرق بين ما يُريده الله مني وما أُريده أنا؟ هل حقا أريد أن أخدم لأني أحب الله أم لأن الآخرين حولي يخدمون؟

الخدمة أمر هام جدًا ولا يجب العبث بملكوت الله أو الخدمة

شواهد كتابية يمكن الرجوع اليها للدراسة:
(1بط 5: 2،3) – (مت 20: 25 – 28)

القس / مجدى خلة

Comments

comments