رجل الله تحت الرتمة
(1مل 14:13)
و السبب الرضا على النفس
و عدم سماع و تنفيذ وصايا الرب
و سماع كلام البشر.
الآيات 11-22:- وكان نبي شيخ ساكنا في بيت ايل فاتى بنوه وقصوا عليه كل العمل الذي عمله رجل الله ذلك اليوم في بيت ايل وقصوا على ابيهم الكلام الذي تكلم به الى الملك. فقال لهم ابوهم من اي طريق ذهب وكان بنوه قد راوا الطريق الذي سار فيه رجل الله الذي جاء من يهوذا. فقال لبنيه شدوا لي على الحمار فشدوا له على الحمار فركب عليه.
وسار وراء رجل الله فوجده جالسا تحت البلوطة فقال له اانت رجل الله الذي جاء من يهوذا فقال انا هو. فقال له سر معي الى البيت وكل خبزا. فقال لا اقدر ان ارجع معك ولا ادخل معك ولا اكل خبزا ولا اشرب معك ماء في هذا الموضع. لانه قيل لي بكلام الرب لا تاكل خبزا ولا تشرب هناك ماء ولا ترجع سائرا في الطريق الذي ذهبت فيه.
فقال له انا ايضا نبي مثلك وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلا ارجع به معك الى بيتك فياكل خبزا ويشرب ماء كذب عليه. فرجع معه واكل خبزا في بيته وشرب ماء وبينما هما جالسان على المائدة كان كلام الرب الى النبي الذي ارجعه.
فصاح الى رجل الله الذي جاء من يهوذا قائلا هكذا قال الرب من اجل انك خالفت قول الرب ولم تحفظ الوصية التي اوصاك بها الرب الهك. فرجعت واكلت خبزا وشربت ماء في الموضع الذي قال لك لا تاكل فيه خبزا ولا تشرب ماء لا تدخل جثتك قبر ابائك.
هو نبى كاذب أراد إظهار صداقته لرجل الله الحقيقى ليكون له نفوذ عند الملك وعند الشعب وغالباً هو من مدرسة صموئيل للأنبياء لكن العالم جرفه. ورجوع رجل الله كان خطأ منه لأنه صدق النبى الكاذب فالله لا يتغير ولا يبدل كلامه فلا يقول شىء له وشىء مخالف للنبى الكاذب ولاشك أنه كان جائعا وعطشانا فمال إلى تصديق النبى الكاذب وهذا عكس ما فعله المسيح وهو جائع حينما جرب من إبليس.
فصاح إلى رجل الله آية (21) صاح النبى الكاذب فى وجه رجل الله وعجيب أن يستخدم الله نبيا كاذبا ليصل صوته لرجله الذى خالفه ولكنه هو إستحق هذا ولقد سبق الله وإستخدم حماراً مع بلعام الشرير. ثم إستخدم بلعام الشرير فى النطق بنبوات عجيبة. والنبى الكاذب من المؤكد أنه إرتعب بعد ما حدث فإن كان هذا حكم الله على الغصن الأخضر فكم سيكون حكمة على الغصن اليابس أى هو نفسه، لقد شعر بفداحة خطيته التى صنعها وشعر بما سيحدث له هو أيضا نتيجة لكذبه. لا تدخل جثتك قبر أبائك أى يموت موتا غير طبيعيا ولا يدفن دفن عادى وذلك عصيبة عند القدماء,
واضح أن عمل الأسد غير طبيعى فهو لم يأكل جثة النبى ولا إفترس الحمار فهو هنا ينفذ إرادة الله فقط. ولقد ظهر هذا أمام الناس وشعروا بيد الله الثقيلة على كل من يخالفه. وكانت مخالفة النبى القتيل أنه برجوعه نقض ما كان قد قاله أولا. وطلب النبى الكاذب أن يدفن مع جثة النبى الحقيقى هذا ليحصل على بركة منه وإعلانا أنه صدق أنه رجل الله وصدق أن كل ما قاله لابد وسيتم بل أن كلامه هذا يدل على ندمه وتوبته على كذبته.
وفى (32) مدن السامرة = من المؤكد أن النبى لم يقل السامرة بل قال مدن إسرائيل ففى وقته لم تكن السامرة قد صارت عاصمة لإسرائيل بعد. ولكن كاتب سفر الملوك أطلق الإسم المعروف وقت الكتابة. فالسامرة بنيت بعد يربعام (24:16) ونحو جميع بيوت المرتفعات = واضح أن المرتفعات إنتشرت وأن هذا النبى الشيخ فهم أن وجودها خطأ منهم. رسالة رجل الله بأن العبادة الحقيقية يجب أن تكون فى أورشليم.
وفى (33) من شاء ملأ يده = وفى 2 أى 9:13. كل من أتى بثور وسبعة كباش يعطيها للملك يجعله كاهنا وكلمة ملأ يده تعنى تكريس للكهنوت كان لإبادته = أى كانت هذه الخطية سببا لهلاكه ولكن رحيم هو الله فى طرقه فهو لا يهلك دون سابق إنذار.
وعجيب الله فى طرقه فهو يعاقب رجله الخاطىء ويترك يربعام والنبى الكاذب فمن يعرف أكثر يدان أكثر بل كانت ضربة رجل الله إنذار آخر للجميع أن الله لا يترك أى مخالفة. ولكن هل هلك رجل الله هلاك أبدى؟ نقول غالباً لا يمكن أن يهلك فالله لن ينسى شجاعته ووقوفه فى وجه الملك.
بل هو حذره وهو عرف أنه سيموت وكانت عقوبته هذه الميتة الصعبة بواسطة الأسد بل كانت المدة من إنذار الله له حتى موته فترة توبة ورجوع لله لكن العقوبة لابد وأن تتم ولابد أن يتمجد الله فى دينونة الخطية ومن المؤكد هلاك يربعام ومن سار فى طريقه فالعقوبة تبدأ من بيت الله وتمتد للآخرين 1 بط 17:4-19.