العثرات في الكتاب المقدس
أولاً معناها : العثرة كلمة تعني العقبة أو العائق .. و من الناحية الروحية تعني سبب السقوط في الخطية ؛ و بذلك العثرة تعني أنها ما يجعل الإنسان يسقط في الشر ، قد تكون من الشيطان بطريقة مباشرة و قد تكون من الأشرار إما بالتعليم أو بالتقليد
ثانيًا خطورتها : قال الكتاب المقدس
[ ويل للعالم من العثرات ، فلا بد أن تأتي العثرات ، و لكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة
(مت 18 :17)]
حتى و لو قدام الأعمى
[ قدام الأعمى لا تجعل معثرة (لا14:19)]
لأن في ذلك خطية مضاعفة ؛ خطيته هو و سقطة أخيه بسببه ، لذلك صلي داؤد النبي قائلاً
[ نجني من الدماء يا الله اله خلاصي (مز50)]
أي لا أكون سببًا في إهدار دماء أحد .. لا أتحمل دم أحد
[ أما الذين يميلون إلي العثرات ، ينزعهم الرب مع فاعلي الإثم (مز25:125)] ،
و أخيرًا يوضح الرب خطورة العثرة في (مت 13) أنه سيرسل ملائكته و يجمعون جميع المعاثر و فاعلي الإثم و يطرحونهم في أتون النار ، هناك يكون البكاء و صرير الأسنان ..
ثالثًا أنواعها :
أ ـ المكان :
1 ـ داخل الإنسان : أي من خلال حواسه و مشاعره الداخلية .
2ـخارج الإنسان : من الشيطان ، من الأشرار ، من المدنية …
ب ـ القصد :
1 ـ مقصودة : أو واضحة فيها إرادة اعثار الآخرين .
2 ـ غير مقصودة : أي أنها أفعال تتم بصورة بريئة و لكنها تفهم بطريقة خاطئة .
رابعًا أسبابها :
1 ـ عثرات عن طريق الحواس الخمسة : فهي المنافذ لقلب و فكر الإنسان … فقد يعثرك فكرك أو مشاعرك فتسقط حتى لو لم يكن هناك سبب خارجي ، و قد يكون عدم التدقيق فيما تنظره أو تسمعه أو تلمسه أو تشمه سببًا في سقوطك في الخطية . لذلك قال احد القديسين
( احفظ عينيك لئلا يمتلئ قلبك أفكارًا شريرة )
و أيضا قال احد القديسين
( ابتعد عن نظر و سماع ما لا يفيد ، فتتخلص من فعل ما لا يفيد ) .
2 ـ عثرات من الشيطان : فهذا عمله هو إعثار الناس و إسقاطهم في الخطية ، بوضع أفكار خاطئة في ذهنهم لدفعهم للخطية أو لكي ما يزين لهم الخطية فيقبلوا عليها ، أو لكي ما يصعب و يعقد طريق الله فيهرب منه الناس …
3 ـ عثرات من المدنية الحديثة : فلا شك أن التقدم العلمي و التكنولوجي .. جعل هناك تقدم في وسائل الإعلام و بسهولة تنتقل الأفكار و المناظر و العادات الخاطئة من مكان لآخر و يستغلها الشيطان في إسقاط الناس و ابتعادهم عن الدين و عن الله .
4 ـ عثرات من الأصدقاء الأشرار : ما أخطر الصداقة فهي إذا أحسنت الاختيار تجعلك تنمو و ترتفع ؛ أما إذا فشلت في اختيار الأصدقاء ستدفعك إلي أسفل ، ففي حالة الأصدقاء الأشرار تجد الإنسان ينقل عنهم أفكارهم و كلامهم و تصرفاتهم المنحرفة نظرًا لقضائه وقت كبير معهم . و يجد الإنسان نفسه يفعل مثلهم دون أن يدري أو يقصد
[ لا تضلوا فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة (1كو33:15)]
وقال احد القديسين
( إذا مشيت مع رفيق صالح فإنه يقدمك عشرة أعوام ، و إذا مشيت مع رفيق رديء فإنه يؤخرك خمسين سنة ) .
5 ـ عثرات من تجارب الدنيا : لا يوجد إنسان لا يتعرض لتجارب في الحياة ، و لكن علينا لم نفهم الغرض الإلهي من هذه الضيقات و التجارب ـ حيث قد يتأنى الرب فلا يستجيب بسرعة لما نريد ، لحكمة لا نعلمها ، فنتعب و نعاتبه بعنف و شدة ـ
يقودنا هذا إلي العثرة و السقوط في خطايا عديدة ، منها الغضب و التجديف و اليأس .. و قد يصل الأمر إلي الابتعاد نهائيًا عن طريق الله و هذا ما يحدث كثيرًا في عالمنا الحاضر .
6 ـ عثرات من الزينة المعثرة : سواء أكانت عطورًا أو مكياج أو ملابس غير معتدلة فهي تقود إلي عثرة الآخرين و سقوطهم في خطايا عديدة إن لم تكن بالفعل فهي بالفكر و النظر و المشاعر الداخلية ..
لذلك أوصى الكتاب المقدس قائلاً
[ أن النساء يزينّ ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل ، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن . بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة
(1تى 2 :9،10)] .
إن الملابس قد أعطيت لنا لنستر بها جسدنا لا أن نكشفه ، و لكن علينا أن نوضح أنه ليس المطلوب منا أن نلبس ملابس بالية أو غير متناسقة أو غير جميلة ، و لكن المطلوب أن لا نلبس ملابس معثرة.. فالكتاب المقدس يحذر قائلاً إن جسدنا إذا أفسدناه فسوف يفسدنا الله لأنه ملك لله الذي خلقه .
7 ـ عثرات من السلوك الفاسد : ما أخطر القدوة السيئة خاصة إذا جاءت من أناس متدينين ، أو من أشخاص في مواقع حساسة
ُيفترض أن الناس تتخذهم كقدوة ، إنها عثرات عنيفة لأنها تحطم كل المثل و القيم في ذهن الآخرين و تدفعهم للتسيب أو الرشوة أو السرقة أو عدم الأمانة في العمل أو الاختلاس أو التزوير ..و ما إلي ذلك .
القس مجدى خلة
فايبر وواتس اب
009647502720873