Home / اذاعة صوت الامل الدولية / من اجل زواج ناجح

من اجل زواج ناجح

زواج ناجح :

 

ستكون هناك بعض العظات في كل يوم عبر تطبيق الواتساب… وهي عظات ستساعدك حتى تنمو في إيمانك بالمسيح. لذلك في كلّ يوم… تأكّد من تسجيلك في مجموعات الواتساب تلك، وسنزوّدك بتسجيل قصير لمدة 3 أسابيع في كل يوم حتى تعرف ما تفعله. ليباركك الله، ونحن نصلّي من أجلك.

 

إنه يوم رائع. إنه اليوم الذي صنعه الرب، واليوم نفرح لأن يسوع المسيح حقاً قام من بين الأموات. شهد هذا العالم كثيرين من الأشخاص الصالحين، وكثيرين من المتديّنين، ولكن يسوع يتعدّى كونه إنساناً صالحاً، ويتعدّى كونه معلماً رائعاً. إنه ابن الله الحيّ.

 

هو الذي هزم كل عدوّ لدينا، وهزم الخطية، وهزم الموت، وهزم إبليس وهزم الجحيم وهزم القبر. هو الغالب! ولذلك، هذا يوم رائع فيه أريد أن أحدّثك عن امتلاك العلاقة الزوجية الناجحة، وينبغي لي أن أقول إنني متزوّج منذ 51 سنة.

 

لقد بارك الله زواجنا، ولكن هذا لا يعني أننا لم نواجه المشاكل، بل كان الله في وسط علاقتنا الزوجية. ولستُ أنا الشخص المؤهل لأخبرك عن العلاقة الزوجية الناجحة لأنني خلال نشأتي مع والديّ، كانت عائلتنا مفكّكة لأسباب عديدة.

 

كان أبي مريضاً في معظم الأحيان خلال طفولتي، وكان يقضي في المستشفى وقتاً أكثر مما يقضي في البيت، فكانت عائلتنا وكأنها عائلة غاب فيها أحد الوالدين. كانت أسرتي علمانية، فلم يكن هناك أساس مبني في حياتي ليمكّنني من تكوين زواج ناجح. أتذكّر عند ولادة طفلنا الأول أنني قلت لله: “لا أعرف كيف أكون أباً”. وأتذكر حين سارت زوجتي في ممر الكنيسة في مراسم زفافنا أنني قلت لله: “لا أعرف كيف أكون زوجاً”.

 

وبعد مضيّ 51 سنة، تعلّمت الكثير من الأشياء، وصدّقني حين أقول إن زوجتي علّمتني معظمها، وما لم تعلّمه هي لي، علّمني إياه أبنائي. ولو كانت زوجتي حاضرة هنا اليوم وكنت ستسألها: “ما سبب نجاح علاقتكما الزوجية منذ 51 سنة؟” فإنني أعرف ما ستقوله لأنني سمعتها تجيب كذلك مرات كثيرة.

ستقول لك: “لأن علاقتنا تشبه المثلّث”. رأس المثلث هو صليب يسوع المسيح، وقاعدتاه: هي من جانب، وأنا من الجانب الآخر. وكلّما اقتربنا من الصليب، فإن هذا يجعلنا نقترب من بعضنا البعض. وهذا أمر صحيح لأن أساس زواجنا، وأساس أية علاقة ناجحة هو صليب يسوع المسيح.

والآن ستقول: “سامي، ماذا تقصد؟” إن كانت كتبكم المقدّسة معكم، فافتحوا إلى إنجيل لوقا الأصحاح 24، وسنقرأ الأعداد 44 – 48. ربما سيبدو الأمر غريباً أن يحتوي هذا النص سرّ العلاقة الزوجية الناجحة، ولكنه موجود فيه. لنقرأ كلمة الله في كلمات على سان يسوع.

(إنجيل لوقا 24: 44 – 48)

سأذكر لك إطار هذا النص. في البدء، خلق الله الإنسان؛ خلقك أنت وخلقني أنا، وخلق كل أجدادنا، وصولاً إلى بدء الجنس البشري. خلق الله الإنسان ليكون في علاقة معه، وهو لم يخلق الإنسان كأي حيوان آخر، ولم يخلقه كالكمبيوتر

 

خلق الإنسان نفساً حيّة ويملك المقدرة على التفكير وعلى الشعور وعلى اتخاذ القرارات. وكان الله في شركة مع الإنسان، وأراد أن يحبّه الإنسانُ. ولكن، حتى يحب الإنسان الله، كان عليه أن يتخذ قراراً، فاتخذ القرار ولكن القرار الخاطئ لأنه اختار عدم طاعة الله بل فعل ما يحلو له. والنتيجة هي أن الخطية فصلت الإنسان عن الله.

 

ولذلك، لم يختبر الإنسان محبة الله، وما النتيجة؟ النتيجة هي الانكسار، والموت، والقتل، وكل أنواع الشرور. ومنذ ذلك اليوم حتى هذا اليوم، والإنسان يملك طبيعة الخطية هذه التي يملكها كل واحد منا. وبسبب خطيتنا، نحن منفصلون عن الله القدّوس انفصالاً له تأثير في كل علاقة نخوضها كبشر.

 

هذا الانفصال يؤثر في علاقتنا مع شريك حياتنا، وفي علاقتنا مع أبنائنا، ومع أصدقائنا، ومع زملائنا في العمل. تلك الخطية الموجودة في كل قلب تؤثّر في كل علاقة بشرية، ولذلك فإن الإنسان منفصل عن الله القدّوس. ولكن، هل تعلم ما هي المعجزة العظيمة؟ رغم أنني أنا وأنت قد أخطأنا إلى الله، إلا أنه يحبّك، ويحبك ويحبني.

 

لا أفهم كيف يحب خاطئاً مثلي، أنا الذي أدرتُ له ظهري، ولكنه أحبني وأحبك وأحب كل البشر في كل الأزمان. وسأخبرك عن مقدار محبته لنا، حين نظر الله من السماء ورآك ورآك ورآني ورأى كل الرجال والنساء من كل الأزمان، فأحبنا محبة شديدة حتى أنه ترك الأبدية، ونزل إلى التاريخ البشري وصار جسداً.

 

كان إلهاً وإنساناً في الآن ذاته. كان ابن الله وابن الإنسان، وعاش حياة لم يعشها أي إنسان مثله، فقد كان حياة بلا خطية وكاملة ومقدّسة. أحبَّ الناس كما لم يحبهم أحد، وكان أحد أسمائه هو عمانوئيل؛ الله معنا، فسلّم نفسه للصليب وقبله وضربوه واستهزأوا به وسمّروه إلى الصليب.

تذكّر هويته! إنه ملك المجد المعلّق على الصليب بين السماء والأرض. ثم صرخ قائلاً: “قد أكمِل”. ثم أخذوا جسده ووضعوه في قبر مستعار. ولكن مجداً! مجداً! هللويا! بعد 3 أيام، قام من القبر، وهو حيّ! هو حي! هو حيّ!

 

ثم ظهر للتلاميذ وقال لهم: “كل ما كُتِب في هذا الكتاب… الناموس والأنبياء والمزامير… كان يشير إلى هذا اليوم. كان كل التاريخ يشير إلى هذا اليوم، وها أنتم الآن شهود على ذلك. إنها أخبار سارة”. ثم قال لهم: “أريدكم أن تأخذوا هذه الرسالة، ما رأيتموه بعيونكم، وما لمستموه بأياديكم، وما كنت شهوداً عليه، ثم اذهبوا إلى كل الأمم واكرزوا بأمرين: التوبة وغفران الخطايا.

 

التوبة وغفران الخطايا هما الشيئان السرّ في العلاقة الزوجية الناجحة، وهما سرّ كل علاقة ناجحة. موت يسوع ودفنه وقيامته تمنح التوبة والغفران، وأعظم ما تريده في زواجك هو التوبة والمسامحة وهما ما منحك يسوع القوة حتى تطبّقهما

 

لم أنشأ في أسرة مسيحية، ولذلك لم أعرف معنى هذين الأمرين، لذلك اسمح لي أن أشرح لك ما يعنيه الكتاب المقدس حين يقول أن نتوب. يقول معظم الناس: “آه نعم! يسوع رائع. أحب يسوع. أريد يسوع” ولكنهم لم يتوبوا، إلا أن التوبة ضرورية حتى يتحقق الخلاص، كما أن التوبة ضرورية ليكون الزواج صحّياً.

 

ستسأل: “ما هي التوبة؟” أن تتوب يعني أن تغيّر قلبك وأن تغيّر اتجاهك. وكأنك تتجه في هذا الطريق، ثم تتوقف وتستدير وتبدأ السير في ذلك الاتجاه. هذا هو معنى التوبة. علينا أن نتوب إن كنا سنختبر خلاص الله، فيتغيّر القلب وتتغير الحياة ويتغير الاتجاه الذي نتخذه من هذا الطريق إلى ذاك.

 

يؤدّي ذلك إلى مشكلة كبيرة، ويؤدي إلى مشكلة في زواجك، وإلى مشكلة في حياتك لأن التوبة أمر مستحيل. علينا أن نكرز بالتوبة، ولكنها أمر مستحيل. صدّقني بأنني أعرف منذ سنين طويلة أن زوجتي تسير في الاتجاه الخاطئ!

 

حين كنت صبياً، كنت لاعب كرة قدم ماهراً، وكنت لاعب كرة سلة ماهراً. كنت رياضياً ماهراً، ولذلك أتيحت لي فرص كثيرة للإنجاز، وكان لدي أصدقاء كثيرون لأن الناس يحبون الرياضيين، ولكنني كنت أواجه مشكلة، حيث كان هناك فراغ في قلبي.

ولذلك قلت: “ربما أنني لو أصبحت طالباً مجتهداً سأملأ ذلك الفراغ في قلبي” فصرت طالباً مجتهداً وحصلت على منحتين للدراسة في جامعة مرموقة في أمريكا لأنني حققت نتائج ممتازة في دراستي. في السنة الجامعية الأولى، كان كل شيء يسير على ما يرام معي، ولكنني في نهاية كل أسبوع كنت أذهب وأتعاطى الكحول وأسكر لأنني كنت فارغاً في الداخل، ولم يكن لدي هدف، ولم أملك السلام.

 

خلال هذا الوقت، كانت لدي عشيقة هي عضو في كنيسة كهذه الكنيسة. في الحقيقة حجمها كحم هذه الكنيسة. قال لي والدها: “إن أردت أن ترى ابنتي، فعليك أن تذهب إلى الكنيسة. وإن لم تذهب، فلن تستطيع أن تراها”. لم أكن أريد الذهاب إلى الكنيسة، ولكنني أردت أن أرى ابنته، فذهبت يوم الأحد، وكان يوم أحد كهذا اليوم.

 

جلست في المقاعد الأخيرة في الكنيسة، وكان هناك شاب وقف يتكلم، وقال إنه حين كان عمره 6 أسابيع، تخلّت أمه عنه، وتنقّل من عائلة إلى أخرى، إلى أخرى. لم تكن له عائلة، ولكن كانت لي عائلة. لم يتلقّ التعليم، ولكنني تلقّيت تعليمي. لم يكن يملك ما أملكه، ولكنه كان يملك شيئاً أفتقر إليه، وهو السلام مع الله والهدف في الحياة، وعنهما قال إن مصدرهما هو يسوع المسيح.

ثم قال: “إن أردت أن تعرف يسوع، فانضم إلى أمام المنصّة، وسأصلّي معك”. وفي ذلك اليوم، حدث شيء في قلبي وتكلّم الروح القدس إلى حياتي، وعرفت أن جواب حاجتي هو يسوع المسيح. واتخذت في تلك الليلة قراراً وهو الاستدارة من اتجاهي الذي كنت أتخذه في الحياة والتوجّه إلى يسوع المسيح الذي دخل قلبي وغيّر حياتي.

 

قال لي أحد أصدقائي: “ستقضي أسبوعين ثم تعود إلى حياتك القديمة”. لقد مضت 54 سنة، وأنا اليوم أحب يسوع أكثر مما أحببته من قبل. لقد دخلت تلك الكنيسة ولم أكن أسعى إلى الله بل إلى فتاة، ولكن الله في ذلك اليوم كان يسعى إلي، وتبتُ لأن روح الله أسر قلبي وتكلم إلي وغيّرني.

 

ما عجزت أنا عن فعله، فعله يسوع. وهل تعرف كيف فعله؟ نفس القوة التي أقامت يسوع من بين الأموات، قوة الله أقامتني من موتي الروحي. وأنا أستطيع أن آخذك إلى مسقط رأسي وأعرّفك إلى أصدقائي الذين عرفوني آنذاك، وهم سيقولون لك: “دخل سامي تيبيت شخصاً، وخرج منها شخصاً مختلفاً”

لا يعني ذلك أنني طالما كنت كاملاً. لو كانت زوجتي هنا، فإنها ستقول لك: “هو غير كامل” ولكنني مختلف. لست نفس الإنسان القديم لأن قلبي اختبر التوبة بسبب عمل روح الله في حياتي. وأنا أقول لك: ما فعله يسوع معي سيفعله معك لأنني رأيته يقوم بذلك في دول العالم… في الهند، وفي إيران، وفي الباكستان، وهنا في البرازيل.

 

التقيت كثيرين جرى في حياتهم نفس عمل الله، فالأمر لا يتعلّق بالثقافة ولا المجتمع، بل بروح الله في قلب الإنسان بسبب قيامة يسوع المسيح. لقد قام من بين الأموات، وهو حيّ! هو حيّ! هل تعرف كيف أعرف أنه حيّ؟ لأن روحه يحيا في داخلي، ولقد غيّرني.

 

وما فعله معي سيفعله معك، ولهذا قال يسوع: “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالتوبة”. ولكن علي أن أحذّرك، فلست مضطراً أن تتخذ ذلك القرار، بل تستطيع مواصلة السير في الطريق الذي تريده. الإيمان هو قرار عليك أن تتخذه، وهو قرار للكفّ عن الذهاب في الاتجاه الذي تسير فيه، والانتقال إلى اتجاه الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح.

 

الشابة التي ذهبت للقائها في الكنيسة في ذلك اليوم؟ كنّا نعيش بطريقة عرفت أنها لا ترضي الله، فقلت لها: “هل ستسلّمين حياتك ليسوع؟” كانت عضواً في الكنيسة، وكان والدها قائداً هناك، لكنني سألتها: “هل ستسلّمين حياتك ليسوع؟” فأجابت: “لا. أريد أن أعيش حياتي. أريد أن تكون حياتي رائعة” فقلت لها: “وهذه حياة رائعة” وكان جوابها: “لا”.

 

البعض من الحضور اليوم، زواجك يواجه المشاكل لأن أحدكما أو أنتما الاثنين لم تتوبا. وأنت تتساءل عن سبب النزاع بينكما طوال الوقت، فهذا لعدم وجود الحل كونك لم تتُب. نحن متزوجان منذ 51 سنة، ولكن مسؤوليتها تختلف عن مسؤوليتي. ونعم، نصطدم معاً، ولكن هل تعرف ما هو الفرق؟ رأس المثلث هو الصليب الذي حين نسجد أمامه، يضع الله التوبة في قلبي وفي قلبها.

 

ولكن يسوع قال أن نكرز بالتوبة وكذلك الغفران والمسامحة. أول ما يجب أن يحدث في علاقتك الزوجية، في عائلتك… لا بدّ من التوبة، ولكن ثانياً، لا بدّ من المسامحة. أيّة علاقة بين البشر إن كانت صالحة يجب أن يتوفر فيها التواصل السليم. ولكن إن انقطع التواصل، ستنكسر العلاقة، ولذلك لا بدّ من وجود التواصل المفيد الواضح النقي الصادق.

هل تعرف ما هو أكبر لصّ للتواصل، التواصل النافع؟ هناك لصّان؛ الشعور بالذنب والمرارة. ينبع الشعور بالذنب من الخطأ الذي ارتكبناه، والمرارة من الخطأ الذي ارتكبه الآخرون بحقّنا وهذا يحدث في أيّة علاقة زوجية، في أية علاقة. مهما كان زوجك رائعاً أيتها السيدة، ستأتي أوقات سيخيّب أملك فيها. مهما كانت زوجتك رائعة، سيأتي وقت تخيّب فيه أملك. هذه أمور تأتي مع الحياة.

 

في كثير من الأحيان، لا تختبر كنائسنا النهضة لوجود العلاقات المنهارة، ولكنني أقول لك اليوم: مات يسوع على الصليب، وحين حدث ذلك، بعدما ضربوه، وبعدما سمّروه إلى الصليب، نظر إلى من أساؤوا إليه، ونظر إلى المستقبل، ونظر إلى قلبك، ونظر إلى قلبي، وقال: “يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”.

 

وقدّم الغفران لا لأيام قليلة فقط، وليس لأسابيع قليلة، وليس لأشهر قليلة، بل قدّم نبع خلاص أبدياً، وهذا النبع موجود في داخلنا. أستطيع أن أقول لك: السبب الوحيد الذي يجعلني أنا سامي تيبيب أقف هنا ليس أنني إنسان صالح، ولا لأنني أذهب إلى الكنيسة، بل أستطيع الوقوف هنا من أجل دم يسوع المسيح الذي تدفّق من جبل الجلجثة إلى قلبي، فنلتُ غفران الخطايا.

 

في ذلك اليوم عندما دخلت تلك الكنيسة وأصغيتُ إلى ذلك الرجل يعظ، وكان يتكلم عن يسوع وما يستطيع أن يفعله، تلك الليلة حين صلّيت وآمنت بيسوع وقلت: “يا يسوع، سأتبعك. تعال إلى قلبي” فيها غيّر حياتي. وكنت في تلك الليلة وكأنني أحمل ثقلاً من الطوب وزنه ألف كيلوغرام على ظهري، ولكنه اختفى.

 

لم أفهم طبيعة الأمر، ولكنني شعرت فجأة بالخفّة في قلبي، وتفسير ذلك هو أنني نلت غفران الخطايا! ليس لأجل أي أمر فعلته، لأنني لم أفعل شيئاً، ولكنني نلت غفران الخطايا بقوة دم يسوع المسيح! أنا مغفور الخطية، وحين أقول إنني متزوّج منذ 51 سنة وهي 51 سنة رائعة، فإن هذا من أجل نعمة الله

 

سأشرح لك كيف يكون ذلك. أنا أحب زوجتي، وقد أحببتها منذ يوم لقائي بها، وأحببتها منذ تعهّدنا في الزواج، ولكنني سأخبرك بالحقيقة: في بعض الأحيان، جرحت زوجتي، وفي بعض الأحيان جرحتني هي.

 

بعد 10 سنوات من زواجنا، أصبحت راعي كنيسة في ألمانيا، وكان الله يبارك كنيستنا التي كانت تنمو. ولكن خلال تلك الفترة، مرض ابننا، وبدأ يصاب بنوبات مرضية، فكان يستيقظ في الليل ويصرخ من ألم رأسه. بالنسبة إلي أنا وأمه، كان هذا شيئاً يكسر القلب

 

صلّيت أنا وزوجتي وقلنا: “يا الله، اشفِ ابننا. إنك تبارك كنيستنا، ونرجو منك أن تشفي ابننا”. وكأن السماوات كانت مغلقة لأن ابننا لم يتحسّن، بل ساء حاله. وأخيراً، كان علينا أن نترك ألمانيا ونعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى نعالجه. ابننا اليوم يتمتع بصحة جيدة بالمناسبة ولديه 3 أبناء وهو يحب الرب. ولكن تلك الفترة كانت فترة صعبة أتذكر فيها أنني كنت أصلّي وأقول: “يا الله، ما المشكلة؟ ما المشكلة؟”

 

ذات يوم، رجعت إلى البيت، وكانت زوجتي جالسة إلى طاولة المطبخ وكتابها المقدس مفتوح أمامها لأنها كانت تقرأ منه والدموع تنهمر على وجهها. قلت لها: “حبيبتي، ما الأمر؟” فأجابتني: “سامي، كنت اليوم أقرأ في الكتاب المقدس عن قداسة الله، فتكلّم الله إلى قلبي” ثم قالت: “كان يجب أن أعترف ببعض الخطايا في حياتي” فسألتها: “ماذا… ماذا تقصدين؟”.

 

أجابتني: “في بداية زواجنا، قلت لي كلاماً، وفعلت أموراً جرحتني، فتوقفت عن الحديث إليك، وكنُ مثل سلحفاة دخلت إلى ترسي، ولذلك تحجّر داخلي. وتكوّنت المرارة في قلبي لأنني لم أتحدث إليك، واحتفظت بتلك المرارة في داخلي. ثم قرأت عن قداسة الله، وأدركت أنني مريرة القلب.

 

كانت زوجتي تبكي، ثم قالت: “هل ستسامحني؟ أنا متأسفة جداً. لقد طهّرني الله من مرارتي”. في تلك اللحظة، فتح الله عينيّ وأراني مدى كبريائي وغروري لأننا حين كنّا نتجادل في أمر ولأنني كنتُ مجادلاً بارعاً، كنت أنا من يربح الجدال دائماً

ولكن الله أراني الكبرياء والذات والخطية، ولأن يسوع كان في قلبي، فقد كان علي أن أتوب عنها. فركعت أنا وزوجتي وصلّينا وبكينا، وتبكّتُ كثيراً على خطيتي حتى اعتقدت أنني لن أستطيع الوعظ مرة أخرى. وذهبت إلى قادة كنيستنا، وقلت: “لقد خيّبت أمل الله، وخيّبت أمل زوجتي، ولا أعتقد أنني أنفع أن أكون قسّاً. لا أعرف ماذا أفعل”.

 

كان هناك البعض من الرجال الأتقياء والحكماء الذين قالوا لي: “سامي، نريدك أن تذهب أنت وزوجتك في خلوة مع الله لتلتقيا به” فأخذت أنا وزوجتي إجازة لبضعة أيام، وذهبنا إلى مكان ما وصلّينا وتكلّمنا، وحدث أمران: الله بنعمته وبدم يسوع طهّر قلبينا، وطهّر زوجتي من مرارتها، وطهّرني من كبريائي.

 

لقد سامحنا الله. وبسبب موت يسوع، صار لنا أساس حتى أننا حين نخذل بعضنا البعض لا تتدمر علاقتنا، بل تُستَرَد لأن كلاً منا كان يملك نبع دم يسوع في داخله. ولهذا أقول لك: هناك أمران هما أساس العلاقة الزوجية الناجحة كما قال يسوع في إنجيل لوقا 24 وهما التوبة والمسامحة

 

تنبع المسامحة من موت يسوع، وتنبع التوبة من قيامة يسوع. ولذلك، اليوم وبينما أختم كلامي، أريد أن أسألك: لو كنت ستموت الآن، هل لديك اليقين أنك ستذهب إلى السماء؟ لم أسألك عن الكنيسة التي أنت عضو فيها، بل سألتك: لو كنت ستموت الآن، هل ستقف في محضر الله القدّوس؟

 

هناك فقط طريقة واحدة لفعل ذلك. يجب أن تنال غفران الخطايا. هل تغيّرت حياتك؟ تستطيع أن تقول: “آه، سأتخذ قراراً. يا يسوع، ادخل إلى قلبي” ولكن، هل اتخذت قراراً بتغيير الاتجاه الذي تسير فيه لتتبع يسوع، حيث غيّرت قوة الله من خلال قيامة المسيح حياتك؟ واليوم، هل ستتوب؟ هل ستسمح لدم المسيح أن يطهّرك؟ لنحنِ رؤوسنا بالصلاة.

 

أيها الآب، أشكرك لأجل يسوع. أحبك يا يسوع. أنت مستحق يا حمل الله الذي يرفع خطايا العالم. أشكرك لأنك مُتّ عني، وعن كل إنسان. أشكرك لأنك قمت من بين الأموات. لا أملك القوة حتى أحيا لك، ولكنني أشكرك لأجل قوة قيامة المسيح التي فيّ بالروح القدس.

أيها الرب، أصلّي لأجل كل شخص هنا، وأصلي لأجل كل عائلة هنا. يا الله، أصلي لأجل كل زوج وكل زوجة. أصلي لأجل كل أعزب. أصلي أن يخرجوا من هنا أشخاصاً مختلفين. أشكرك لأجل ما ستفعله.

بينما الرؤوس منحنية والعيون مغمضة، كم واحداً سيقول: “أيها القس سامي، لو كنت سأموت الآن، فإنني لا أملك لا يقين الذهاب إلى السماء. أنا عضو في كنيسة، وأؤمن بالله، وأؤمن بيسوع، ولكنني لم أختبر وقتاً تركت فيه اتجاهي الذي أسلك فيه وتحوّلت إلى يسوع بالإيمان.

لم أختبر هذا الوقت، ولكنني أريد المسيح في حياتي، وأريد أن أترك طريقي وآتي إلى يسوع وأتبعه”؟ أتساءل كم شخصاً سيقول: “أيها القس سامي، صلّ من أجلي كما صلّيت لأجل الآخرين”. أرجو أن ترفع يديك. سأصلّي من أجلك اليوم.

أيها الآب، أصلّي لأجل هؤلاء باسم يسوع. يا رب، أصلّي أن يعمل روحك في قلوبهم. يا رب، أصلّي أن يختبروا اليوم الخلاص الذي تمنحه أنت. أصلّي أن تغيّر قلوبهم، وأصلّي أن تجري معجزة عظيمة فيهم. أشكرك لأجل ما ستفعله لأنني أطلب باسم يسوع.

أريد أن أتكلم إلى متابعي هذه بالفيديو. يريد الله أن يجري عملاً في قلبك، وقد أثّر في حياة كثيرين منكم. والآن، أريدك أن تصلّي معي. إن كنت تريد أن تسلّم قلبك للمسيح، وإن أردت أن يغيّر حياتك… إن أردت امتلاك يقين الذهاب إلى السماء… فصلّ معي الآن. احنِ رأسك.. أغمض عينيك، وصلّ صلاة صادقة وصلّ بصوت مرتفع وصلّ بإيمان وقل: “يا أبي الحبيب، أنا أؤمن بيسوع، ولكنني أحتاج إليك. ادخل إلى قلبي واغفر لي خطاياي وغيّر حياتي. أشكرك يا يسوع. أنا أحبك يا يسوع. سيطر على حياتي. باسم يسوع، آمين”.

 

هل صلّيت تلك الصلاة؟ أريد أن يكون كل رأس منحنياً… وكل عين مغمضة. إن كنت تتابعني من الكنيسة الآن… فإنني أريد من الذين صلّوا تلك الصلاة أن ينهضوا ويأتوا إلى الأمام. سيلاقيك راعي الكنيسة وسيصلّي معك. إن كنت في مجموعة صغيرة، فأخبر قائدها أنك صلّيت تلك الصلاة وابدأ اليوم عملية النموّ بالمسيح

 

ستكون هناك بعض العظات في كل يوم عبر تطبيق الواتساب… وهي عظات ستساعدك حتى تنمو في إيمانك بالمسيح. لذلك في كلّ يوم… تأكّد من تسجيلك في مجموعات الواتساب تلك، وسنزوّدك بتسجيل قصير لمدة 3 أسابيع في كل يوم حتى تعرف ما تفعله. ليباركك الله، ونحن نصلّي من أجلك.

مع تحيات فريق اذاعة صوت الامل الدولية 

WhatsApp : 0035795967002

Comments

comments

Check Also

اسرار النجاح والتفوق من كلمه الله – برنامج جديد سياتي قريبا

..قريبا مواعيد البث الالكتروني المباشر عبر قناه الامل الدولية الميعاد: الجمعه والاحد ألساعة 11:00 مساء …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

 
Chat  
RadioVOH FB page Chat Online
+

Themes by themesfreedownloader.com

Themes55